وروي أن المتوكل قتل في الرابع من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين (١) في سبع وعشرين سنة من إمامة أبي الحسن عليهالسلام وبويع لابنه محمد بن جعفر المنتصر وملك سبعة أشهر ومات ، وبويع لاحمد المستعين بن المعتصم وكان ملكه أربع سنين ثم خلع وبويع للمعتز بن المتوكل ، وروي أن اسمه الزبير في سنة اثنتين وخمسين ومائتين وذلك في اثنتين وثلاثين سنة من إمامة أبي الحسن عليهالسلام في سنة أربع وخمسين ومائتين وأحضر ابنه أبا محمد الحسن عليهالسلام وأعطاه النور والحكمة ومواريث الانبياء والسلاح ، ونص عليه وأوصى إليه بمشهد ثقات من أصحابه ومضى عليهالسلام وله أربعون سنة ودفن بسر من رأى.
____________________
(١) قال ابن جوزى في التلقيح : قتل المتوكل ليلة الاربعاء ، لاربع خلون ، من شوال سنة تسع وأربعين ومائتين ، وولى بعده المنتصر ابنه وكان خلافته ستة أشهر ، وولى بعده المستعين وكانت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر ، وولى بعده المعتز وكانت خلافته ثلاث سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما وكيف كان فقد كان في قتل المتوكل ـ وهو بدعاء الهادى عليهالسلام ـ فرجا ومخرجا لال أبى طالب كلهم ، حيث عطف المنتصر عليهم ، وأحسن اليهم ووجه بمال فرقه فيهم ، وكان يؤثر ـ كما ذكره في المقاتل ـ مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ونصرة لفعله.
وكان يظهر الميل إلى أهل هذا البيت ويخالف أباه في افعاله ، فلم يجرمنه على احد منهم قتل او حبس ولا مكروه فيما بلغنا والله اعلم وقال الطبرى : ان المنتصر لماولى الخلافة كان اول شئ احدث من الامور عزل صالح بن على ، عن المدينة ، وتولية على بن الحسين بن اسماعيل بن العباس بن محمد اياها فذكر عن على بن الحسين انه قال :
دخلت عليه اودعه فقال لى : يا على انى اوجهك إلى لحمى ودمى ، ومد جلد ساعده وقال : إلى هذا وجهتك ، فانظر كيف تكون للقوم. وكيف تعاملهم ـ يعنى آل ابى طالب ـ فقلت : ارجوان امتثل راى اميرالمؤمنين فيهم انشاء الله ، فقال : اذا تسعد بذلك عندى.