فعرض لي الفكر فقلت : إن كان فيها تمام الدين وإلا فاني ارضي صاحبه بها ، ويجب أن ننظر في وجه نفقة الشتاء ، وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها فالتفت إلي ثم انحنى ثانية فخط بسوطه مثل الاولى ثم قال : انزل وخذ واكتم قال : فنزلت فاذا بسبيكة (١) فجعلتها في الخف الاخر وسرنا يسيرا ثم انصرف إلى منزله وانصرف إلى منزلي.
فجلست وحسبت ذلك الدين ، وعرفت مبلغه ، ثم وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت ثم نظرت مانحتاج إليه لشتوتي من كل وجه فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدمنه على الاقتصاد بالانقتير ولا إسراف ثم وزنت سبيكة الفضة فخرجت على ما قدرته ما زادت ولانقصت.
٢١ ـ يج : حدث بطريق متطبب بالري (٢) قد أتى عليه مائة سنة ونيف وقال : كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل ، وكان يصطفيني فبعث إليه الحسن ابن علي بن محمد بن علي الرضا عليهمالسلام أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده
____________________
(١) يعنى سبيكة من الفضة ، لما سيأتى بعد ذلك.
(٢) أخرج هذا الحديث من الخرايج لان فيه تفصيلا ، وما نقله الكلينى في الكافى يخالف ذلك في كثير من المواضع قال حدثنى على بن محمد ، عن الحسن بن الحسين قال حدثنى محمد بن الحسن بن المكفوف قال : حدثنى بعض أصحابنا ، عن بعض فصادى العسكر من النصارى أن أبا محمد عليهالسلام بعث إلى يوما في وقت صلاة الطهر ، فقال لى : افصد هذا العرق؟ قال : وناولنى عرقا لم أفهمه من العرق التى تفصد.
فقلت في نفسى : ما رأيت أمرا أعجب من هذا ، يأمرنى أن أفصد في وقت الظهر وليس بوقت فصد ، والثانية عرق لا أفهمه ، ثم قال لى : انتظر وكن في الدار ، فلما أمسى دعانى وقال لى : سرح الدم ، فسرحت ثم قال لى : أمسك فأمسكت ثم قال لى : كن في الدار فلما كان نصف الليل أرسل إلى وقال لى : سرح الدم! قال : فتعجب أكثر من عجبى الاول ، وكرهت أن أسأله ، قال : فسرحت فخرج دم أبيض كأنه الملح ، قال : ثم قال لى : احبس قال فحبست قال : ثم قال : كن في الدار.