الدور ليأتي دور آخر جديد كسابقه يتكون من الإنسان والحيوان والنبات وهكذا الدنيا والحياة أبد الدهر.
كيف ما كان فإن سائر الطوائف القائلة بالحلول والتناسخ ـ مما تقدم ـ تجعل الأرواح الشريرة الفاسدة تحل بعد الموت بأجساد أخرى مثلها شريرة ، أما أن تحل في أبدان الآدميين ، أو أن تحل في أبدان حيوانات مفترسة.
وأما الأرواح الصالح الخيرة الطاهرة والنافعة فهي تحل بعد الموت في أجساد أخرى مثلها. وقد اختلفوا هل أن الحلول يقع جزئياً فيكون جزء منه في كل أو أن المسخ والحلول يقع كلياً ، لتحل الروح في بدن آخر بعد انتقالها من الجسد الأول كما كانت؟!
هذه مزاعم الوثنية التي سادت معتقداتها أكبر بقاع الأرض ومند آلاف السنين وإلى اليوم ، وقد اتضحت مقولتها في التناسخ والحلول.
وأما النصارى فهم الذين قضوا بتجسيد الكلمة ، اما كيفية هذا التجسيد فهم على مذاهب وفرق ، قالت بعضها أن الكلمة مازجت المسيح ممازجة اللبن والماء والماء واللبن.
وأخرى قالت : اشرق على الجسد إشراق النور على الجسم الرقراق ، وطائفة ثالثة قالت أن تجسيد الكلمة عملية انطباع كالنقش في الشمع ، وطائفة رابعة قالت : تدرع اللاهوت بالناسوت ، وطائفة خامسة ادعت أن التجسيد ظهر به ظهور الروحاني بالجسماني. وجميع هذه الفرق والطوائف ادعت أن الخالق جوهر واحد ظاهر بالأقانيم الثلاثة ، أي الصفات المعروفة لديهم : الوجود والحياة والعلم ، واسطلحوا على هذه الأقانيم الثلاثة : بالاب ، والابن ، وروح القدس. وأن العلم هو روح القدس تجسيد في المسيح دون سائر الأقانيم ، فالأب هو الله والابن هو المسيح ن لذا نفوا القتل عن الجزء اللاهوتي وإنما وقع القتل والصلب على الجزء الناسوتي.
وفرق النصارى لا تختلف في أصل هذه الأقانيم الثلاثة ، بل تختلف