الحديث الصادر عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لما قال : ( أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اخنلف ).
فنحن نتعارف كما قال عليهالسلام. ثم قالوا أن الأرواح المؤمنة تخرج من أبدانها بعد الموت حتى تحل في أبدان الحيوانات الجميلة كالخيل والطيور والحيوانات الأليفة وهذه أيضاً على مراتب حسب أيمانها المتقدم ؛ قد تكون تلك الحيوانات مما يرتع في قصور الخلافاء والملوك فيحسن إليها المأكل ويهتم بتربيتها غاية الاهتمام ، وقد تكون من نصيب عامة المؤمنين من الناسس فتحظى باهتمام أقل وهذا كله منوط بدرجة إيمان تلك الأرواح التي خرجت من أبدانها الأولى لتحل في أبدان هذه الحيوانات ، ثم أن هذه الأرواح لا تحل في أبدان هذه الحيوانات إلا لفرض الامتحان والابتلاء ، وهي في هذا المكث تمضي ألف سنة ومن بعد تصير إلى عالم آخر فتحل في الأبدان الأنسية مرة أخرى ، أما الأرواح الكافرة والشريرة والمنافقة ، فهي تحل في الحيوانات الشرسة والذميمة والقبيحة كالخنزير والقرد والفيل والجمل ، وقد تأولوا قوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) (١) وهذه الأرواح تخرج منها بعد ذلك فهي صائرة إلى الأبدان الإنسية ، وقد خرجت من الامتحان مرضية فتحل في الأبدان الأنسية مدة ألف سنة وبعدها كذلك تعود إلى الأجسام الخبيثة الشريرة وهكذا أبد الأبدين بين عذاب طويل ونعيم قصير.
ومن الفرق الأخرى التي قالت بالتناسخ هي الخطابية نسبة إلى محمد ابن مقلاص أبي زينب المشهور بأبي الخطاب ، قال أبو الخطاب بعدما ادعى الألوهية للإمام الصادق فتبرأ منه الإمام عليهالسلام ولعنه ، قال اللغين إن الله هو نور يدخل في أبدان الأوصياء فيحل فيها فكان ذلك النور في جعفر الصادق عليهالسلام ثم انتقل منه ليحل في أبي الخطاب ثم خرجت هذه الروح من أبي الخطاب وحلت في معمر بن الأحمر بياع الطعام ، فمعمر هو الله ، حيث ورث هذه الروح بالتناسخ من واحد إلى آخر حتى وصلت إليه بعدما كانت هذه في بدن عبد المطلب وهي على شكل نور ثم انتقلت بالتناسخ إلى عبد
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ٤٠.