عن الحسن بن محبوب عن الأحوال قال سمعت زرارة يسأل أبا جعفر الباقر عليهالسلام قال أخبرني عن الرسول والنبي والمحدث؟
فقال أبو جعفر عليهالسلام الرسول الذي يأتيه جبرائيل قبلاً فيراه يكلمه فهذا الرسول. وأما النبي فإنه يرى في منامه على نحو ما رأى إبراهيم عليهالسلام ونحو ما رآى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرائيل من عنده بالرسالة كان محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرائيل ويكلمه بها قبلاً ، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه يأتيه الروح فيكلمه ، ويحدثه من غير أن يكون رآه في اليقظة ، وأما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه (١).
عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال كنت بالمدينة فلما شدوا على دوابهم وقع في نفسي شي من أمر الحدث فأتيت أبا جعفر عليهالسلام فاستأذنت فقال من هذا قلت زرارة ، قال ادخل ، ثم قال كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يملي على علي عليهالسلام فنام نومة ونعس فلما رجع نظر إلى الكتاب فمد يده قال من أملى هذا عليك قال أنت قال لا بل جبرائيل (٢).
عن أبي حمزة الثمالي قال كنت أنا والمغيرة بن سعيد جالسين في المسجد فأتانا الحكم بن عيينه فقال سمعت من أبي جعفر عليهالسلام حديثاً ما سمعه أحد قط فسألناه فأبى أن يخبرنا به فدخلنا عليه فقلنا إن الحكم بن عيينة أخبرنا أنه سمع منك ما لم يسمعه منك أحد قط فأبى أن يخبرنا به فقال نعم وجدنا علم علي عليهالسلام في آية من كتاب الله : ( وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ) فقلنا ليست هكذا هي ، فقال في كتاب علي وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ، فقلت وأي شيء المحدث فقال ينكت في أذنه فيسمع طنيناً كطنين الطست فقلت إنه نبي ثم قال لا مثل الخضر ومثل ذي القرنين (٣).
__________________
(١) بصائر الدرجات ٣٩٠ ، الحديث ٩.
(٢) بصائر الدرجات ٣٤٢.
(٣) بصائر الدرجات ٣٤٤.