فقلنا ليس علينا عين فقال : ورب الكعبة ورب البنية ـ ثلاث مرات لو كنت بين موسى والخضر عليهماالسلام لأخبرتهما أني اعلم منهما ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر عليهماالسلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وراثة (١).
لقد اشار الإمام عليهالسلام أن علمهم بما يكون وما هو كائن إنما هو علم خاص ورثوه من جدهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وهذا العلم لا يخفى أن فيه خبر ما كان وما يكون وما هو كائن أنه علم فيه خبر السماء وخبر الأرض وكل ما يحتاجه الإمام المنصوب من قبل الله سبحانه والذي هو الدليل لأهل الأرض.
وفيما سأل المفضل أبا عبد الله عليهالسلام قال : جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء؟ قال : لا ، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساءً (٢) أقول وهذا الحديث لا يعارضه الأول كما أنه يوافق الأحاديث التي تنص على أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا أعلموا (٣).
هذه الأحاديث وعشرات غيرها ذكرها الشيخ الكليني ، لم نجد فيها ما يشم منها رائحة الفلو او الخروج عن الحد المعقول أو المألوف عند الإمامية ، فلم يقر الشيخ بما كان يفعله الغلاة في خصوص علم الغيب ، بل أكد الكليني عكسه وخلافه وعبارته صريحة فيما تقدم.
لقد ذكر الشيخ باباً مستقلاً ( في أن الأئمة عليهمالسلام يزدادون في ليلة الجمعة ) وفي هذا الباب يؤكد على أن الأئمة يزدادون في كل ليلة جمعة علماً وإلا لنفذ علمهم ومع ذلك يتضح مما أودعه في كتابه تلك الأحاديث إن ذاك العلم هو من قبيل الإلهام ، فيوض من الرحمن ، كرامة للنبي وأهل بيته الأطهار.
الكليني بإسناده عن أبي عبد الله قال : ما من ليلة جمعة إلا ولأولياء الله
__________________
(١) أصول الكافي ١ | ٢٦١.
(٢) المصدر السابق ١ | ٢٦٢.
(٣) أنظر اصول الكافي ١ | ٢٥٨.