منهم الثلاثون والأربعون ونحو ذلك فإذا كان بعد العشاء الآخرة جعلوا فوق الضريح المقدس والناس ينتظرون قيامهم وهم ما بين مصل وذاكر وتال ومشاهد الروضة فإذا مضى من الليل نصفه أو ثلثاه أو نحو ذلك قام الجميع أصحاء من غير سوء وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله. وهذا أمر مستفيض عندهم سمعته من الثقات ولم أحضر تلك الليلة لكني رأيت بمدرسة الضياف ثلاثة من الرجال أحدهم من أرض الروم والثاني من أصبهان والثالث من خراسان وهم مقعدون فاستخبرتهم عن شأنهم فأخبروني أنهم لم يدركوا ليلة المحيى وأنهم منتظرون أوانها من عام آخر .. )
أضف إلى ذلك الأخبار المستفيضة والمتواترة عنهم عليهمالسلام في علو منزلتهم عند الله تعالى وكراماتهم ، منها قول الرسول صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : لولا أني أخاف أن يقال فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالة لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا تراب نعليك وفضل وضوئك يستشفون به ، ولكم حسبك أن تكون مني وأنا منك ترثني وأرثك (١).
وفي الخرائج بإسناده عن ابن أبي عمير عن علي بن الحكم عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أتى الحسين عليهالسلام أناس فقالوا له : يا أبا عبد الله حدثنا بفضلكم الذي جعل الله لكم فقال : إنكم لا تحتملون ولا تطيقون ، فقالوا بلى نحتمل ، قال : إن كنتم صادقين فليتنجّ اثنان وأحدّت واحداً فإن احتمله حدثكم فتنحي اثنان وأحدث واحداً فإن احتمله حدّثكم فتنحى اثنان وحدّت واحداً فقام طائر العقل ومرّ على وجهه وكلمه صاحباه فلم يرد عيلهما شيئاً وانصرفوا (٢).
وبنفس الإسناد قال : أتى رجل الحسين بن علي عليهالسلام فقال : حدثني بفضلكم الذي جعل الله لكم ، فقال : إنك لن تطيق حمله ، قال بلى حدثني يا ابن رسول الله إني أحتمل ، فحدثه بحديث فما فرغ الحسين عليهالسلام من حديثه حتى ابيض رأس الرجل ولحيته وأنسى الحديث فقال
__________________
(١) شرف النبي صلىاللهعليهوآله ، بحار ٢٥ | ٢٨٣.
(٢) الخرائج والجرائح ٢٤٧ ، بحار ٢٥ | ٣٧٩.