٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد ، عن المنقري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال سئل علي بن الحسين عليهالسلام عن العصبية فقال العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار
______________________________________________________
ثم اعلم أن هذا الخبر مما يدل على أن إبليس لم يكن من الملائكة وقد اختلف أصحابنا والمخالفون في ذلك ، فالذي ذهب إليه أكثر المتكلمين من أصحابنا وغيرهم أنه لم يكن من الملائكة ، قال الشيخ المفيد برد الله مضجعه في كتاب المقالات : أن إبليس من الجن خاصة وأنه ليس من الملائكة ولا كان منها ، قال الله تعالى : « إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ » (١) وجاءت الأخبار متواترة عن أئمة الهدى من آل محمد عليهمالسلام بذلك ، وهو مذهب الإمامية كلها وكثير من المعتزلة وأصحاب الحديث ، انتهى.
وذهب طائفة من المتكلمين إلى أنه من الملائكة واختاره من أصحابنا شيخ الطائفة روح الله روحه في التبيان (٢) وقال : وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام والظاهر في تفاسيرنا ، ثم قال رحمهالله : ثم اختلف من قال كان منهم فمنهم من قال أنه كان خازنا للجنان ومنهم من قال : كان له سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض ومنهم من
__________________
(١) سورة الكهف : ٥٠.
(٢) وقالوا في معنى قوله تعالى : « انه « كانَ مِنَ الْجِنِّ » اى صار من الجن كما ان قوله : « وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ » معناه صار من الكافرين ، أو المعنى ان إبليس كان من طائفة من الملائكة يسمون جنا من حيث كانوا خزنة الجنة ، وقيل : سموا جنا لاجتنانهم من العيون واستشهدوا بقول الاعشى في سليمان :
« وسخر من جن الملائك تسعة |
|
قياما لديه يعملون بلا اجر ». |
الى آخر ما قالوا في جواب القائلين بانه كان من الجن ، وما يرد عليهم في ذلك ، ومن أراد الاطلاع على جميع الأقوال فليراجع المجلد الثالث والستين من الطبعة الحديثة من كتاب بحار الأنوار ص ٢٨٦.