بأن الهيبة ترد عن الحق والمماطلة تفرط في العمل حتى يقدم عليه الأجل ولو لا الأمل علم الإنسان حسب ما هو فيه ولو علم حسب ما هو فيه مات خفاتا من الهول
______________________________________________________
والمخافة من غير الله « والمماطلة » أي صاحبها والإسناد مجازي « حتى يقدم عليه » أي على المماطل بقرينة المقام ، وقيل : الضمير للعمل ، والأجل آخر العمر.
« حسب ما هو فيه » بالتحريك أي حسابه وقدره وعدده ، وما هو فيه عمره وعمله إشارة إلى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، ويحتمل التدبير لكنه بعيد ، وفي القاموس : حسبه حسبا وحسبانا بالضم وحسبانا وحسابا وحسابة وحسبة بكسرهن عده والمعدود محسوب ، وحسب محركة ومنه هذا بحسب ذا ، أي بعدده وقدره وقد يسكن وفي الصحاح : حسبته أحسبه بالضم حسبا وحسابا وحسبانا وحسابة إذا عددته ، والمعدود محسوب ، وحسب وهو فعل بمعنى مفعول ، ومنه قولهم : ليكن عملك بحسب ذلك أي على قدره وعدده ، واحتسبت عليه كذا إذا أنكرت عليه ، واحتسبت بكذا أجرا عند الله ، والاسم الحسبة بالكسر وهي الأجر والجمع الحسب.
وفي المصباح قال الأصمعي : فلان حسن الحسبة في الأمر أي حسن التدبير والنظر ، وجمع الحسبة حسب كعنب ، وقيل : هو حسب جمع الحسبة بمعنى الاحتساب وهو إنكار المنكر بجزاء العمل السيء وهو بعيد.
والحاصل على ما ذكرنا أنه لو لا الأمل والغفلة التي يستلزمها توجه إلى حساب عمره وما صرفه فيه وما اكتسبه من المعاصي فيه وتفكر في أنه يمكن أن يأتيه الموت قريبا فيذهب إلى الآخرة بلا عمل ولا زاد ، وتفكر في سكرات الموت وأهوال ما بعده وعقبات القيامة وأفزاعها وشدائد العقوبات التي استحقها فكرا صحيحا كان حقه أن يموت فجأة من الهول والوجل ، كما مات همام لما سمع صفات المؤمن ، وأما الأمل فيلهيه عن جميع ذلك حتى يأتيه الأجل ، ويظهر منه أن في قدر من الأمل والغفلة حكمة لنظام النوع وبقاء الدنيا ، والإكثار منهما يوجب الشقاوة في العقبى.
وفي القاموس : خفت خفوتا سكن وسكت وخفاتا أي بالضم مات فجاءة ، والهول