أدبر عن الحق ومن فخر فجر ومن حمي أصر على الذنوب ومن أخذته العصبية جار فبئس الأمر أمر بين إدبار وفجور وإصرار وجور على الصراط.
والطمع على أربع شعب الفرح والمرح واللجاجة والتكاثر فالفرح مكروه عند الله والمرح خيلاء واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حمل الآثام والتكاثر
______________________________________________________
« فمن استكبر أدبر عن الحق » لتكبره عن طاعة أئمة الحق والتذلل عند ظهوره « ومن فخر فجر » أي كذب أو أذنب بوقوعه في المحارم. « ومن حمى أصر » أي على الذنوب التي توجبها الحمية من الشتم والضرب والقتل وإنكار الحق وتقوية الباطل « جار » أي مال عن الحق وظلم وتعدى لرعاية العشيرة والقبيلة.
« فبئس الأمر » الحفيظة لتردده بين الأدبار عن الحق والفجور والتوسع في الشر والإصرار علي الباطل والذنوب « والجور على الصراط » وكان على بمعنى عن أي ميل عن الصراط المستقيم.
« الفرح » أي السرور بما يحصل من الدنيا « والمرح » هو بالتحريك أشد الفرح وكان المراد هنا إظهاره بالتبختر ، وهو التمادي في الفعل المزجور عنه ، والتكاثر وهو التباهي بالكثرة في الأموال والأولاد والأنصار ونحوها ، « فالفرح مكروه عند الله » كما قال سبحانه : « إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ » (١) « والمرح خيلاء » هو بالضم والكسر والمد العجب والتبختر في المشي ، وقيل : هو التكبر في كل شيء ، وقال ابن دريد : هو التكبر مع جر الإزار ، وأنه من كمال التكبر عند العرب.
« واللجاجة بلاء » أي فتنة ومحنة « لمن اضطرته » أي اللجاجة « إلى حمل الآثام » الناشئة منها ، لأن اللجاجة سبب للمعاصي والآثام ، ولذلك قيل : اللجاجة متولدة من الكبر وغيره من الأمور الفاسدة ، ويتولد منها أمور فاسدة أخرى « والتكاثر لهو ولعب » شبه التقلب في أمر الدنيا باللهو واللعب في الإتعاب بلا منفعة وفي المنع عما يوجب منفعة أبدية من أمر الآخرة وشغل القلب عن الله تعالى وعما أراد
__________________
(١) سورة القصص : ٧٦.