______________________________________________________
الشيطان وأتباعه ، فإن وفق الله للتوبة لا يضر ذلك ولا ينتهي إلى النفاق أي باطنكم مؤمن موقن وقد تعرض لكم الغفلة بسبب وساوس الشيطان ، حيث أنه لم يكن له تصرف في أيمان المؤمن يتوسل بما يوجب نقص إيمانه ، والمنافق باطنه غير مؤمن وهو في الغفلة دائما فبينهما بون بعيد.
وقيل : ينبغي أن يعلم أن قلب المؤمن في الحقيقة عرش الرحمن يطوف به قوافل وإرادات من الحق وإلهاماته ، ويشرق فيه لوامع أنواره وطوالع إسراره ، ولذلك يجب تطهيره عن أدناس التعلقات وأرجاس الشهوات ، وقد قيل : له بابان باب شرقي أيمن مفتوح إلى مشرق نور الحق. وحظيرة القدس ، يطلع من ذلك الباب شوارق ألطاف الربوبية والمواعظ اللاهوتية ، وباب غربي أيسر إلى مغرب الجسد والأعضاء ومنه يظهر آثار تلك الشوارق والمواعظ إلى الأعضاء فتخضع بالأعمال الصالحة تواضعا ويسهل القلب عند ذلك وتتم النعمة ظاهرة وباطنة وكثيرا ما يتصرف فيه الشيطان ويلقي إليه من الباب الغربي كذبا وزورا ، ويوحى إليه زخرف القول غرورا فيميله إلى الدنيا ويحدث فيه صداء ورينا ، فإن استيقظ من نداء الغيب ودعوة أهل الحق واستغفر زال عنه ، وإن استمر يسري ذلك من الباب الشرقي إلى عالم القدس ويمنع الواردات اللاهوتية وأنوار الربوبية فيسود لوح القلب ويصدر من الجوارح أعمال قبيحة مظلمة ، وتنعكس ظلمتها إليه ، فينطمس نوره بريح الشهوات ، وتراكم الظلمات ، ظلمات بعضها فوق بعض ، فلا يقبل الحق أبدا.
ثم أشار صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أن الحالة الأولى حالة حسنة شريفة ، والدوام عليها يوجب التشبيه بالملائكة ، والوصول إلى مقامات عالية ، وإلى أن الحالة الثانية والتعرض للذنب والاستغفار بعده لا تخلو من حكمة إلهية ومصلحة ربانية ، بقوله : « والله لو تدومون » إلخ.
لأن المانع من ظهور تلك الآثار هو الكدورات الجسمانية ، والتعلقات