ماله كحرمة دمه.
______________________________________________________
« فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ » (١) « وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ » (٢) « أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً » (٣) فقابل بها الإيمان « وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ » (٤) « وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ » (٥) « وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ » (٦) « وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ » (٧) و « كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ » (٨) انتهى.
فالفسق هنا ما قارب الكفر لأنه ترقى عنه إلى الكفر ، ويظهر منه أن السباب أعظم من الغيبة مع أن الإيذاء فيه أشد إلا أن يكون الغيبة بالسباب فهي داخلة فيه.
« وقتاله كفر » المراد به الكفر الذي يطلق على أرباب الكبائر أو إذا قاتله مستحلا أو لإيمانه ، وقيل : كان القتال لما كان من أسباب الكفر أطلق الكفر عليه مجازا أو أريد بالكفر كفر نعمة التآلف ، فإن الله ألف بين المؤمنين أو إنكار حق الإخوة فإن من حقها عدم المقاتلة « وأكل لحمه » المراد به الغيبة كما قال عز وجل : « وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً » (٩) شبه صاحب الغيبة بأكل لحم أخيه الميت زيادة في التنفير والزجر عنها ، وقيل : المراد بالمعصية الكبيرة.
« وحرمة ماله كحرمة دمه » جمع بين المال والدم في الاحترام ولا شك في أن إهراق دمه كبيرة مهلكة ، فكذا آكل ماله ، ومثل هذا الحديث مروي من طرق العامة ، وقال في النهاية : قيل هذا محمول على من سب أو قاتل مسلما من غير تأويل ،
__________________
(١) سورة الإسراء : ١٦.
(٢) سورة آل عمران : ١١٠.
(٣) سورة السجدة : ١٨.
(٤) سورة النور : ٥٥.
(٥) سورة السجدة : ٢٠.
(٦) سورة الأنعام : ٤٠.
(٧) سورة المائدة : ١٠٨.
(٨) سورة يونس : ٣٣.
(٩) سورة الحجرات : ١٢.