أربعون فرسخا في أربعين فرسخا بطونهما يضيئان لاهل السماء وظهورهما لاهل الارض ، والكواكب كأعظم جبل على الارض ، وخلق الشمس قبل القمر. وقال سلام بن المستنير : قلت لابي جعفر (ع) لم صارت الشمس أحر من القمر؟ قال : إن الله خلق الشمس من نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا ، حتى إذا صارت سبعة أطباق البسها لباسا من نار ، فمن هنالك (١) صارت أحر من القمر. قلت : فالقمر؟ قال : إن الله خلق القمر من ضوء نور النار وصفوا الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا صارت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء ، فمن هنالك (٢) صار القمر أبرد من الشمس (٣).
الكافى : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن الحكم بن المستورد عن علي بن الحسين عليهما السلام مثله إلى قوله فإذا كان كذلك فافزعوا إلى الله عزوجل ثم ارجعوا إليه (٤).
الفقيه : عنه عليه السلام مرسلا مثله (٥).
____________________
(١ و ٢) فمن ثم ( خ ).
(٣) تفسير على بن إبراهيم : ٣٧٩.
(٤) روضة الكافى : ٨٣.
(٥) الفقيه : ١٤١ ، اقول : مما اتفق عليه اصحاب الهيئة القديمة والجديدة ان الكسوف إنما يكون بحيلولة القمر بين الارض والشمس والخسوف بحيلولة الارض بين القمر والشمس ولا يختص الانكساف بهما بل يوجد في سائر الكواكب التى تدور حول الشمس أيضا ، لكن كون تلك الحيلولة موجبة له لا ينفى وجود سبب آخر له أيضا ، نعم يعد غيره سببا غير عادى ، فلا ينقض فول الهيويين في هذا الباب بالانكسافات والانخسافات الخارقة للعادة كما لاينقض قول الطبيعيين في سببية النار للحرارة والاحراق بصيرورتها بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام فان الاسباب قد تمنع من التأثير لموانع خفية ولمعارضتها مع سبب اقوى منها ، واما البحر المذكور في الرواية فلتفسيره وجوه يذكرها المؤلف رحمه الله ومنها ان المراد به ظل الشمس والقمر ، ولعله اقرب الوجوه ، والسر في عدم بيان حقيقة الحال والاكتفاء بالبيان الاستعارى هو ان النفوس الضعيفة انما تنقطع إلى الاسباب واعينهم لا تنفذ منها إلى مسببها و قيومها ، فكلما اسندت الافعال إلى اسبابها المادية ازداد تعلقهم بها وانتقص توجههم إلى قيومها