توضيح : « إن من الآيات » كذا في الفقيه وبعض نسخ التفسير ، وفي بعضها « الاوقات » والاول أصوب ، وفي الكافي « من الاقوات » أي أسبابها « قد رفيه » أي في البحر أي عليه ، ومحاذيا له ، أو جعله بحيث يمكن أن يجري الكواكب فيه عند الحاجة ، وفي الكتابين « فيها » فالمراد أيضا البحر بتأويل الآية ، ويمكن إرجاعه إلى الآيات أو إلى السماء ، « وقدر ذلك » أي الجريان « كله على الفلك » أي الفلك الاعظم أو فلك الكوكب والاول أظهر ، وفي الفقيه هكذا « أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك عن مجاريه قال فيأمر الملك السبعين الالف الملك أن أزيلوا الفلك إلى قوله في ذلك البحر الذي كان فيه الفلك » وفيهما « فإذا أراد الله أن يجليها ويردها إلى مجراها أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الفلك إلى مجراه فيرد الفلك وترجع الشمس إلى مجراها قال فتخرج » وفي الفقيه « أما إنه لايفزع للآيتين ولا يرهب إلا من كان من شيعتنا ». قوله عليه السلام « أن يستعتبهم » أي يطلب
____________________
فلابد للاطباء الالهيين والمربين الرباينين لسوق أكثرالناس إلى ربهم وقطع توجههم عن اصنامهم من اسقاط الاسباب العادية ، وحذف الوسائط المادية ، واسناد الافعال إلى الله تعالى بلا واسطة او بالوسائط الغيبية ، حتى تنقطع قلوبهم إلى العالم الغيب ، وتتعلق نفوسهم بالجانب الربوبى نعم لله تعالى عباد لا تشغلهم حجب الوسائط ، ولا يغرهم سراب الاسباب ، يخافون ربهم في كل شدة ، ويفزعون إليه في كل بلية ، يطمئنون بذكره ، وينقطعون إليه في جميع الشؤون و الاحوال ، وهو وليهم في الدنيا والاخرة فاذا أحسوا بحادثة تقبل أو بلية تنزل لايرون ملجأ إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذا هو السر في قول الامام عليه السلام « اما انه لا يفزع لهما ولا يرهب إلا من كان من شيعتنا » مع ما نرى من رهبة سائر الناس منهما فتبصر ولا يخفى أنه ليس الكسوف والخسوف عند المنجمين امرين ساذجين فاقدين للاهمية رأسا ، أما عند القدماء الاحكاميين فلانهم أثبتوا لها بحسب ما يدعون من التجارب تأثيرات في العالم الارضى مذكورة في زبرهم وتقاويمهم ، واما عند المتأخرين من علماء الاروبة فلما يرون لهما من الموقعية الهيوية الهامة لوقوع القمر والارض عند الكسوف والخسوف في امتداد جاذبى خطير وعلى أن تقدير فينبغى للمؤمن المستبصر عند وقوع هذه الحادثة الجوية وسائر الايات الخطيرة الانقطاع التام إلى رب السماوات والارض والانابة إلى قيوم العوالم العلوية والسفلية ، فهو الذى يدبر الامور ويقدرها ، ويحول الاحوال ويغيرها وهو على كل شئ قدير.