إليها والاستخراجات الشائعة في تلك الازمان. ولم يكن دأبهم عليهم السلام إحالة الناس في الاحكام التي تحتاج إليها عامة الخلق على ما لايعرفه إلا الآحاد من العلماء لاسيما إذا لم يكن شائعا في تلك الازمنة عند العلماء أيضا ، والكواكب الثابتة والاشكال التي سميت البروج بها قد انتقلت في زماننا عن البروج التي عينوها بمقدار برج تقريبا ، فالعقرب في مكان القوس ، فظهر أن ما وقع في الشريعة أيضا لا يوافق قواعدهم المقررة عندهم.
٥٦ ـ الخصال : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدابادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه وغيره ، عن محمد بن سليمان الصنعاني ، عن إبراهيم بن الفضل ، عن أبان بن تغلب ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه ، فرد عليه السلام فقال (١) له : مرحبا بك ياسعد! فقال له الرجل : بهذا الاسم سمتني امي وما أقل من يعرفني به فقال له أبوعبدالله عليه السلام : صدقت يا سعد المولى! فقال الرجل : جعلت فداك ، بهذا كنت القب. فقال له أبوعبدالله عليه السلام لاخير في اللقب ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه « ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان (٢) » ما صنعتك (٣) يا سعد؟ فقال : جعلت فداك ، أنا من أهل بيت ننظر في النجوم ، لانقول إن باليمن [ أحدا ] أعلم بالنجوم منا. فقال أبوعبدالله عليه السلام : فأسألك؟ فقال اليماني : سل عما أحببت من النجوم ، فإني أجيبك عن ذلك بعلم. فقال أبوعبدالله عليه السلام : كم ضوء الشمس على ضوء القمر درجة؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : صدقت ، فكم ضوء القمر على ضوء الزهرة درجة؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال أبوعبدالله (ع) : صدقت ، فكم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال له أبوعبدالله (ع) : صدقت : فما اسم النجم الذي
____________________
(١) في المصدر : وقال له.
(٢) الحجرات : ١١.
(٣) في المصدر : ماصناعتك؟