حركة من المغرب إلى المشرق مخالفة لحركة آخر منها في السرعة والبطء ، فأثبتوا لكل واحدة منها فلكا ، ثم وجدوا لجميع الكواكب التي غير السبعة حركة واحدة غربية بطيئة جدا فأثبتوا لها فلكا عليحدة ، فحصلت تسعة أفلاك لتسعة حركات ، وهي المسماة بالافلاك الكلية. وأما ترتيب السيارات فالمشهور أن القمر في الفلك الذي هو أقرب إلينا ، ثم عطارد ، ثم الزهرة ، ثم الشمس ، ثم المريخ ثم المشتري ، ثم زحل ، ثم فلك الثوابت ، ثم الاطلس الذي هو غير مكوكب ، وما ورد في لسان الشرع بلفظ السماوات ينزلونها على أفلاك السيارات وبلفظ الكرسي على فلك البروج وهو الثامن وبلفظ العرش على التاسع. واستدلوا على الترتيب المذكور بأن زحل يكسف بعض الثوابت فيكون تحتها ، وينكسف بالمشتري فيكون فوقه ، و المشتري ينكسف بالمريخ فهو فوقه ، وهذه الثلاثة تسمى علوية ، وأما كون الشمس تحتها فلان لها اختلاف منظردون العلوية ، وأما الزهرة وعطارد فلا جزم بكونهما تحت الشمس أو فوقها إذ لا يكسفها غير القمر ولا يدرك كسفها لشئ من الكواكب لاحتراقها عند مقارنتها ، ولا يعرف لهما اختلاف منظر أيضا لانهما لا يبعدان عن الشمس كثيرا ولا يصلان إلى نصف النهار ، والآلة التي يعرف بها اختلاف المنظر
____________________
على اصول هذه الفرضية وفروعها ، كل ذلك لارتضائهم اياها واعجابهم بها واعتقادهم بانها اصل هيوى قويم وقاعدة فلكية مسلمة ، مع انها في الاصل فرضية افترضت لحل ما اشكل من المسائل الهيوية ولذلك كلما بدت مشكلة اخذوا في اصلاحها وتتميمها فزادوا في تعداد الافلاك ونقصوا وابرموا منا نسجوا ونقضوا ، حتى آل الامر إلى انكار كثرة الافلاك من جهة وانهائها إلى الثمانين من اخرى! واللبيب يأخذ عظته من عبر التاريخ ولا يتهاون بعد في تأويل حقائق الكتاب والسنة بما يعجبه من آراء العلماء وأوهام الحكماء مالم يستندوا إلى دليل قاطع وبرهان ساطع.
وكيف كان فالهيئة الحديثة تنكر مركزية الارض ووحدة القمر وانحصار السيارات في النيرين والخمسة المتحيرة وكون الشمس من السيارات والفلك البسيط الذى لا يقبل الخرق والالتئام ، واكتشفت بالالات الهيوية الحديثة كواكب واقمارا اخرى ليس لها ذكر في الهيئة القديمة فاكتشفت من السيارات فلكان ، أورانوس ، نبتون وبيلوتون وعدة كواكب صغيرة بين المريخ والمشرتى تناهز الف سيارة. واكتشفت للمريخ قمران وللمشرتى احد عشر قمرا ولزحل تسعة اقمار ولاورانوس ستة اقمار إلى غير ذلك ، وسنشير إلى بعض ما ثبت في الهيئة الجديدة في موضع انسب ان شاء الله تعالى.