الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ » (١) وليس القائل بذلك كل اليهود ولا كل النصارى ومثله قوله تعالى « وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ » (٢) ليس إشارة إلى أهل الكتاب بأجمعهم بل إلى عبد الله بن سلام وأصحابه.
زيادة : ومما ورد في فضله ويعضد ما قلناه ما حدثني به المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة دامت فضائله رواه بإسناده إلى المعلى بن خنيس عن الصادق عليه السلام أن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ فيه النبي صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين عليه السلام العهد بغدير خم فأقروا له بالولاية فطوبى لمن ثبت عليها والويل لمن نكثها وهو اليوم الذي وجه فيه رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام إلى وادي الجن فأخذ عليهم العهود والمواثيق وهو اليوم الذي ظفر فيه بأهل النهروان وقتل ذا الثدية وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة وما من يوم نوروز إلا نحن نتوقع فيه الفرج لأنه من أيامنا حفظته الفرس وضيعتموه ثم إن نبيا من أنبياء بني إسرائيل سأل ربه أن يحيي القوم « الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ » فأماتهم الله فأوحى إليه أن صب عليهم الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في هذا اليوم فعاشوا وهم ثلاثون ألفا فصار صب الماء في يوم النيروز سنة ماضية لا يعرف سببها إلا « الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ » وهو أول يوم من سنة الفرس قال المعلى وأملى علي ذلك وكتبته من إملائه وعن المعلى أيضا قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في صبيحة يوم النيروز فقال يا معلى أتعرف هذا اليوم قلت لا لكنه يوم يعظمه العجم يتبارك فيه قال كلا والبيت العتيق الذي ببطن مكة ما هذا اليوم إلا لأمر قديم أفسره لك حتى تعلمه قلت تعلمي هذا من عندك أحب إلي من أن أعيش أبدا ويهلك الله أعداءكم قال يا معلى يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله ميثاق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا
__________________
(١) التوبة : ٣١.
(٢) الرعد : ٣٨.