وتباغضت فإذا تعارفت في السماء تعارفت في الأرض وإذا تباغضت في السماء تباغضت في الأرض (١).
٥ ـ التوحيد : عن محمد بن أحمد السناني وغيره عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله عز وجل « فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي » قال إن الله عز وجل خلق خلقا وخلق روحا ثم أمر ملكا فنفخ فيه فليست بالتي نقصت من قدرة الله شيئا هي من قدرته (٢).
٦ـ مجالس الصدوق : عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن محمد بن القاسم النوفلي قال : قلت لأبي عبد الله الصادق عليهالسلام المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئا فقال إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء فكل ما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحق وكل ما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام فقلت له وتصعد روح
__________________
مختلفة ، واصطفاف عدة من الأرواح في صف واحد يوجب معرفة بعضها لبعض كما ان الاختلاف في الصفوف يلازم التناكر وعدم التعارف ومن هذا التعارف والتناكر ينشأ الائتلاف والاختلاف في هذا العالم فمنشأ التعارف هو الاصطفاف في صف واحد وبعبارة اخرى هو اتحاد مرتبة الوجود او تقارب المراتب ، كما ان منشأ التناكر هو الاختلاف في الصف وبعبارة اخرى هو اختلاف مرتبة الوجود او تباعد المراتب.
ثم ان الظاهر من قوله « الأرواح جنود. » انها بالفعل تكون في الصفوف المختلفة لا انها كانت في الماضى كذلك ، فالظاهر منها ـ الذي يوجبه حمل اللفظ مادة وهيئة على المعنى الحقيقي ـ انها مع كونها متعلقة بالابدان لها وعاء آخر تكون هي في ذلك الوعاء مصطفة في صفوف مختلفة ، وهذا لا يستقيم الا على القول بتجردها فان الاجسام اللطيفة المفروضة بعد حلولها في الأبدان لا يتصور لها اصطفاف وتعارف حقيقيان.
(١) الأمالي : ٨٨.
(٢) التوحيد : ١١٣.