المؤمن إلى السماء قال نعم قلت حتى لا يبقى (١) شيء في بدنه فقال لا لو خرجت كلها حتى لا يبقى منها (٢) شيء إذا لمات قلت فكيف تخرج (٣) فقال أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الأرض فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة (٤).
بيان : فقه هذه الأخبار موقوف على تحقيق حقيقة الروح وقد مضى بعض القول فيها وسيأتي تمامه إن شاء الله.
٧ ـ الإحتجاج : عن هشام بن الحكم أنه سأل الصادق عليهالسلام قال فأخبرني عمن قال بتناسخ الأرواح من أي شيء قالوا ذلك وبأي حجة قاموا على مذاهبهم قال إن أصحاب التناسخ قد خلفوا وراءهم منهاج الدين وزينوا لأنفسهم الضلالات وأمرجوا أنفسهم في الشهوات وزعموا أن السماء خاوية ما فيها شيء مما يوصف وأن مدبر هذا العالم في صورة المخلوقين بحجة من روى أن الله عز وجل خلق آدم على صورته وأنه لا جنة ولا نار ولا بعث ولا نشور والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه وولوجه في قالب آخر إن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة الدنيا وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدواب المتعبة في الدنيا أو هوام مشوهة الخلقة وليس عليهم صوم ولا صلاة ولا شيء من العبادة أكثر من معرفة من تجب عليهم معرفته وكل شيء من شهوات الدنيا مباح لهم من فروج النساء وغير ذلك من الأخوات والبنات والخالات وذوات البعولة وكذلك الميتة والخمر والدم فاستقبح مقالتهم كل الفرق ولعنهم كل الأمم فلما سئلوا الحجة زاغوا وحادوا فكذب مقالتهم التوراة ولعنهم الفرقان وزعموا مع ذلك أن إلههم ينتقل من قالب إلى قالب وأن الأرواح الأزلية هي التي
__________________
(١) في المصدر : لا يبقى منه شيء.
(٢) فيه : منه.
(٣) فيه : يخرج.
(٤) الأمالي : ٨٨.