سلمة فقال يا محمد ملؤ ملائكة السماء الرابعة (١) يجادلون في شيء حتى كثر بينهم الجدال فيه وهم (٢) من الجن من قوم إبليس الذين قال الله في كتابه « إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ».
فأوحى الله تعالى إلى الملائكة قد كثر جدالكم فتراضوا بحكم من الآدميين يحكم بينكم قالوا قد رضينا بحكم من أمة محمد صلىاللهعليهوآله فأوحى الله إليهم بمن ترضون من أمة محمد صلىاللهعليهوآله قالوا رضينا بعلي بن أبي طالب عليهالسلام فأهبط الله ملكا من ملائكة السماء الدنيا ببساط وأريكتين فهبط إلى النبي صلىاللهعليهوآله فأخبره بالذي جاء فيه.
فدعا النبي صلىاللهعليهوآله بعلي بن أبي طالب عليهالسلام وأقعده على البساط ووسده بالأريكتين ثم تفل في فيه ثم قال يا علي ثبت الله قلبك وجعل حجتك بين عينيك ثم عرج به إلى السماء فإذا نزل قال يا محمد الله يقرئك السلام ويقول لك « نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ » (٣).
٥٨ ـ الكافي : عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن خالد بن إسماعيل عن رجل من أصحابنا من أهل الجبل عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ذكرت المجوس وأنهم يقولون نكاح كنكاح ولد آدم وأنهم يحاجون بذلك فقال أما إنهم (٤) لا يحاجونكم به لما أدرك هبة الله قال آدم يا رب زوج هبة الله فأهبط الله له حوراء فولدت أربعة غلمة ثم رفعها الله.
فلما أدرك ولد هبة الله قال يا رب زوج ولد هبة الله فأوحى الله إليه أن يخطب إلى رجل من الجن وكان مسلما أربع بنات له على ولد هبة الله فزوجهن
__________________
(١) في المصدر : ان ملكا من ملائكة السماء.
(٢) ظاهره ان الضمير يرجع الى الملائكة ، فاطلق لفظة الملائكة على الجن مجازا.
(٣) تفسير فرات : ٧٠ و ٧١ والآية الأولى في الكهف : ٥٠ والثانية في يوسف : ٧٦.
(٤) في المصدر : اما أنتم فلا يحاجونكم به.