وقال في النهاية لا يأتي خيرها إلا من جانبها الأشأم يعني الشمال ومنه قولهم لليد الشمال الشؤمى تأنيث الأشأم يريد بخيرها لبنها لأنها إنما تحلب وتركب من الجانب الأيسر (١) انتهى.
وقال الجوهري الوحشي الجانب الأيمن من كل شيء هذا قول أبي زيد وأبي عمرو قال عنترة :
وكأنما تنأى بجانب دفها |
|
الوحشي من هزج العشي مئوم |
وإنما تنأى بالجانب الوحشي لأن سوط الراكب في يده اليمنى
وقال الراعي :
فمالت على شق وحشيها |
|
وقد ريع جانبها الأيسر |
ويقال ليس شيء يفزع إلا مال على جانبه الأيمن لأن الدابة لا تؤتى من جانبها الأيمن وإنما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأيسر فإنما خوفه منه والخائف إنما يفر من موضع المخافة إلى موضع الأمن وكان الأصمعي يقول الوحشي الجانب الأيسر من كل شيء وفي المصباح المنير الوحشي من كل دابة الجانب الأيمن قال الأزهري قال أئمة العربية الوحشي من جميع الحيوان غير الإنسان الجانب الأيمن وهو الذي لا يركب منه الراكب ولا يحلب منه الحالب والإنسي الجانب الآخر وهو الأيسر وروى أبو عبيدة عن الأصمعي أن الوحشي هو الذي يأتي منه الراكب ويحلب منه الحالب لأن الدابة تستوحش عنده فتفر منه إلى الجانب الأيمن قال الأزهري وهو غير صحيح عندي قال ابن الأنباري ما من شيء يفزع إلا مال إلى جانبه الأيمن لأن الدابة إنما تؤتى للحلب والركوب من الجانب الأيسر فتخاف منه فتفر من موضع المخافة وهو الجانب الأيسر إلى موضع الإنس وهو الجانب الأيمن فلهذا قيل الوحشي الجانب الأيمن انتهى.
وأقول يرد في الخبر إشكال وهو أن الحلب والركوب من الجانب الأيمن
__________________
(١) النهاية ٢ : ٢١٧.