لا اختصاص لهما بالإبل فكيف صارا سببا لذم خصوص الإبل والتكلف الذي ارتكبه الجاحظ في غاية السماجة والركاكة إلا أن يقال الركوب من بين الأنعام الثلاثة مختص بالإبل والحلب وإن كان مشتركا لكن قد تحلب الشاة بل البقرة أيضا من جانب الخلف وأيضا فيهما من السهولة والبركة ما يقاوم ذلك وقد يقال يمكن أن يكون كون الخبر من الجانب الأشأم كناية عن أن نفعها مشوب بضرر عظيم فإن اليمن منسوب إلى اليمين والشؤم منسوب إلى اليسار أو يكون الأشأم أفعل تفضيل من الشأمة ويكون الغرض موتها واستيصالها أي خيرها في عدمها مبالغة في قلة نفعها كان عدمها أنفع من وجودها.
٧ ـ الخصال : في الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة فمن كانت في منزله شاة قدست عليه الملائكة في كل يوم مرة ومن كانت عنده شاتان قدست عليه الملائكة مرتين في كل يوم وكذلك في الثلاث يقول بورك فيكم (١).
٨ ـ العلل : عن محمد بن موسى بن المتوكل عن علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنا نرى الدواب في بطون أيديها الرقعتين مثل الكي فمن أي شيء ذلك قال ذلك موضع منخريه في بطن أمه وابن آدم منتصب في بطن أمه وذلك قول الله عز وجل : « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ » (٢) وما سوى ابن آدم فرأسه في دبره ويداه بين يديه (٣).
__________________
(١) الخصال ٢ : ٦١٧ ، رواه الصدوق بإسناده عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد ابن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه.
(٢) البلد : ٤.
(٣) الخصال ٢ : ١٨١ طبعة قم.