إنكاره في عمله ، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم ، فاعتبروا إنكار الكافرين و المنافقين بأعمالهم الخبيثة (١).
بيان : كأن قوله « فوالذي » من كلام أبي عبدالله عليهالسلام وفاعل « عرفوا » المخالفون « أمرهم » أي أمر دينهم.
٥٢ ـ المشكوة : من المحاسن عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : من استقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، وآمن بنبينا ، وشهد شهادتنا ، دخل في ديننا ، أجرينا عليه حكم القرآن ، وحدود الاسلام ، ليس لاحد على أحد فضل إلا بالتقوى ألا وإن للمتقين عند الله أفضل الثواب ، وأحسن الجزاء والمآب (٢).
٥٣ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن سلام الجعفي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام فقال : الايمان أن يطاع الله فلا يعصى (٣).
بيان : أقول هذا أحد معاني الايمان ، وحمله القوم على الايمان الكامل ، قال بعض المحققين قدسسره : هذا مجمل القول في الايمان ويفصله سائر الاخبار بعض التفصيل ، وأما الضابط الكلي الذي يحيط بحدوده ومراتبه ، ويعرفه حق التعريف أن الايمان الكامل الخالص المنتهى تمامه ، هو التسليم لله تعالى والتصديق بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآله لسانا وقلبا على بصيرة ، مع امتثال جميع الاوامر والنواهي كما هي ، وذلك إنما يمكن تحققه بعد بلوغ الدعوة النبوية إليه في جميع الامور أما من لم تصل إليه الدعوة في جميع الامور أو في بعضها لعدم سماعه أو عدم فهمه فهو ضال أو مستضعف ، ليس بكافر ولا مؤمن ، وهو أهون الناس عذابا بل أكثر هؤلاء لا يرون عذابا وإليهم الاشارة بقوله سبحانه « إلا المستضعفين من الرجال و النساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا » (٤).
__________________
(١) مشكوة الانوار ص ٣٨.
(٢) المصدر ص ٣٨.
(٣) الكافى ج ٢ ص ٣٣.
(٤) النساء : ٩٨.