هذا سعوط المجانين ، هذا عطر الرجال ذوي الالباب (١).
٢٥ ـ ما : أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبوالمفضل ، قال : حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن راشد الطاهري الكاتب في دار عبدالرحمن بن عيسى بن داود بن الجراح وبحضرته إملاء يوم الثلثا لتسع خلون من جمادى الاولى سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ، قال : حملني علي بن محمد بن الفرات في وقت من الاوقات برا واسعا إلى أبي أحمد عبيدالله بن عبدالله بن طاهر فأوصلته ووجدته على إضاقة شديدة فقبله وكتب في الوقت بديهة :
أياديك عندي معظمات جلائل |
|
طوال المدى شكري لهن قصير |
فان كنت عن شكري غنيا فانني |
|
إلى شكر ما أوليتني لفقير |
قال : فقلت أعز الله الامير هذا حسن قال أحسن منه ما سرقته منه ، فقلت وما هو؟ قال : حديثان حدثني بهما أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروي ، قال : حدثني أبوالحسن علي بن موسى الرضا ، قال : حدثي أبي عن جدي جعفر بن محمد عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة.
وحدثني أبوالصلت بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يؤتى ببعد يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عزوجل ، فيأمر به إلى النار ، فيقول : أي رب أمرت بي إلى النار وقد قرأت القرآن؟ فيقول الله أي عبدي إني أنعمت عليك ولم تشكر نعمتي فيقول : أي رب أنعمت علي بكذا فشكرتك بكذا وأنعمت علي بكذا فشكرتك بكذا ، فلايزال يحصي النعم ويعدد الشكر فيقول الله تعالى : صدقت عبدي إلا أنك لم تشكر من أجريت لك نعمتي على يديه ، وإني قد آليت على نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتى يشكر من ساقها من خلقي إليه قال : فانصرفت بالخبر إلى علي بن الفرات وهو في مجلس أبي العباس أحمد بن محمد بن الفرات و ذكرت ما جرى فاستحسن الخبر وانتسخه وردني في الوقت إلى أبي أحمد عبيدالله ابن عبدالله ببر واسع من بر أخيه فأوصلته إليه فقبله وسر به فكتب إليه :
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٦٤.