عابدا زاهدا رحيما عالما فقيها يقول الله تعالى : « إن إبراهيم لحليم أواه منيب » (١) وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما (٢) ( ويقولون للناس حسنا ) وإذا مروا باللغو مروا كراما [ » والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا « ] والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما * أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما * خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما » (٣) ويقول الله : « قد أفلح المؤمنون * الذينهم في صلاتهم خاشعون * والذينهم عن اللغو معرضون * والذينهم للزكوة فاعلون * والذينهم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ماملكت أيمانهم فانهم غير ملومين * فمن ابتغى ورآء ذلك فأولئك هم العادون * والذينهم لاما ناتهم وعهد هم راعون * والذينهم على صلواتهم يحافظون * اولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون » (٤) يقول الله تعالى : « اولئك في جنات مكرمون » (٥) وقال : « إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ـ إلى قوله ـ اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم » (٦).
يا ابن مسعود لا تحملنك الشفقة على أهلك وولدك على الدخول في المعاصي والحرام ، فان الله تعالى يقول : « يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم » (٧) وعليك بذكر الله والعمل الصالح فان الله تعالى يقول : « والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا » (٨).
____________________
(١) هود : ٧٧ ، والاواه : كثير التأسف ، والمنيب : الراجع إلى الله تعالى.
(٢) الفرقان : ٦٤ و ٦٥.
(٣) الفرقان ٧٢ إلى ٧٦.
(٤) المؤمنون : ١ إلى ١٢.
(٥) المعارج : ٣٥.
(٦) الانفال : ٢ ـ ٦.
(٧) الشعراء : ٨٨ و ٨٩.
(٨) الكهف : ٤٤.