تعالى وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون ٢٣ قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما ارسلتم به كافرون ٢٤ فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ٢٥ (١).
الدخان : كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ٢٦ ونعمة كانوا فيها فاكهين ٢٧ كذلك وأورثناها قوم آخرين ٢٨ فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ٢٩ (٢).
الاحقاف : ولقد مكنا هم فيما إن مكنا كم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا و أفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذا كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن ٢٦ (٣).
ق : وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص ٣٥ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ٣٦ (٤).
____________________
(١) قوله تعالى « أشد منهم بطشا ومضى مثل الاولين » البطش الاخذ الشديد و « مضى » أى وسلف في القرآن قصصهم العجيبة. وقوله « مترفوها » هم المتنعمون الذين آثروا الترفة على طلب الحجة يريد الرؤساء ، وتخصيص المترفين اشعار بان التنعم وحب البطالة صرفهم عن النظر إلى التقليد.
(٢) قوله تعالى « ونعمة » قال في القاموس النعمة بالكسر الدعة والمال والاسم النعمة بالفتح. وقوله « منظرين » أى مهملين إلى وقت آخر.
(٣) قوله تعالى « ولقد مكنا هم فيما ان مكناكم » « ان » نافية بمعنى « ما » النافية ، وهو أى « ان » في النفى مع « ما » الموصولة بمعنى الذى أحسن في اللفظ من « ما » النافية.
(٤) قوله تعالى « بطشا » أى قوة. وقوله « فنقبوا في البلاد » أى فتحوا المسالك في البلاد لشدة بطشهم. وقوله « هل من محيص » أى هل وجدوا مفرا من الموت. وفى القاموس محص منى أى هرب. وقوله : « من كان له قلب » أى عقل يتفكر ويتدبر. وقوله : « أوالقى السمع » أي أصفى لا ستماعه. وقوله « هو شهيد » أى شاهد بصدقه فيتعظ بظواهره وينزجر بزواجره.