الظمآن إذا شرب روى ، وأنا لا أشبع من الصلاة.
يا أباذر أيما رجل تطوع في يوم وليلة اثنتي عشر ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة.
يا أباذر مادمت في الصلاة فانك تقرع باب الملك الجبار ، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.
يا أباذر ما من مؤمن يقوم مصليا إلا تناثر عليه البر مابينه وبين العرش ووكل به ملك ينادي يا ابن آدم لو تعلم مالك في الصلاة ومن تناجي ما انفتلت (١) يا أباذر طوبى لاصحاب الالوية يومن القيامة يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة ألا وهم السابقون إلى المساجد بالاسحار وغير الاسحار.
يا أباذر الصلاة عماد الدين واللسان أكبر والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر ، والصوم جنة من النار واللسان أكبر ، والجهاد نباهة واللسان أكبر (٢).
يا أباذر الدرجة في الجنة كما بين السماء والارض وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك ، فيقول : ما هذا؟ فيقال : هذا نور أخيك ، فيقول : أخي فلان كنا نعمل جميعا في الدنيا وقد فضل علي هكذا؟ فيقال له : إنه كان أفضل منك عملا ، ثم يجعل في قلبه الرضي حتى يرضى.
يا أباذر الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، وما أصبح فيها مؤمن إلا حزينا فكيف لا يحزن المؤمن وقد أو عده الله جل ثناؤه أنه وارد جهنم ولم يعده أنه صادر عنها (٣) وليلقين أمراضا ومصيبات وأمورا تغيظه وليظلمن فلا ينتصر يبتغي ثوابا من الله تعالى فما يزال فيها حزينا حتى يفارقها ، فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة.
____________________
(١) انفتل أى انصرف.
(٢) النباهة الفتنة والشرف وضد الخمول.
(٣) أشار إلى قوله تعالى في سورة مريم ٧٢ و ٧٣ : « وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقيضا. ثم ننجى الذين اتقوا ـ الاية ».