هي أصول الأموال ، لأن المال (١) لا بد منه في المعيشة ، والمال منه أصل ، ومنه فرع ، والأصل موروث ، أو ملقوط أو موهوب ، وأصح الأصول من هذه الثلاثة الموروث فإنه ليس عن بخت واتفاق ، بل على مذهب كالطبيعي.
وقد يقع في ذلك ـ أعني خفاء المناكحات ـ أيضا خلل في وجوه أخرى مثل وجه وجوب نفقة بعض على بعض ، ومعاونة (٢) بعض لبعض ، وغير ذلك مما إذا تأمله العاقل عرفه ، ويجب أن يؤكد الأمر أيضا في ثبوت هذه الوصلة ، حتى لا يقع مع كل نزق (٣) فرقة ، فيؤدي ذلك إلى تشتت الشمل الجامع للأولاد ووالديهم ، وإلى تجدد احتياج كل إنسان إلى المزاوجة ، وفي ذلك أنواع من الضرر كثيرة ، ولأن أكثر أسباب المصلحة المحبة ، والمحبة لا تنعقد إلا بالألفة ، والألفة لا تحصل إلا بالعادة (٤) ، والعادة لا تحصل إلا بطول المخالطة. وهذا التأكد (٥) يحصل من جهة المرأة ، بأن لا يكون في يديها إيقاع هذه الفرقة ، فإنها بالحقيقة واهية العقل (٦) ، مبادرة إلى طاعة الهوى والغضب ، ويجب أن يكون إلى الفرقة سبيل ما ، وأن لا (٧) يسد ذلك من كل وجه ، لأن حسم أسباب التوصل (٨) إلى الفرقة بالكلية (٩) يقتضي وجوها (١٠) من الضرر والخلل ، منها أن من الطبائع ما لا يؤالف (١١) بعض الطباع (١٢) ، فكلما (١٣) اجتهد في الجمع بينهما (١٤) زاد الشر والنبو ونغصت (١٥) المعايش.
ومنها أن من الناس من يمنى بزوج (١٦) غير كفؤ ، ولا حسن المذاهب في العشرة ، أو بغيض تعافة الطبيعة ، فيصير ذلك داعية إلى الرغبة في غيره ، إذ الشهوة طبيعية (١٧) ، وربما أدى ذلك إلى وجوه من الفساد ، وربما كان المتزاوجان لا يتعاونان على النسل ، فإذا بدلا زوجين (١٨) آخرين تعاونا ، فيجب أيضا أن يكون إلى المفارقة سبيل ، ولكن (١٩) يجب أن يكون مشددا فيه.
__________________
(١) المال : الأول د. (٢) ومعاونة : ومعاملة ب ؛ ومقابلة د. (٣) تزق : ساقطة من د. (٤) بالعادة : بالمعادة د. (٥) التأكد : التأكيد ب ، ح ، ص ، ط. (٦) العقل : العقد ب. (٧) وأن لا : ولا ص. (٨) التوصل : التواصل ح ، ص ، ط. (٩) بالكلية : الكلية ب. (١٠) وجوها : وجودها ح ، ص ، ط. (١١) ما لا يؤالف : ما لا يؤلف ح ، ط ؛ بألا يولف د. (١٢) الطباع : الطبائع ب ، ح ، ص ، ط. (١٣) فكلما : وكلما د. (١٤) بينهما : ساقطة من د. (١٥) ونغصت : وتنغصت ب ، ح ، ص ، ط. (١٦) بزوج : زوج د. (١٧) طبيعية : طبيعة د. (١٨) زوجين : بزوجين ح ، د ، ص ، ط. (١٩) ولكن : ولكنه ب ، ح ، د ، ط.