« وبمجدك الذي ظهر لموسى بن عمران عليهالسلام على قبة الزمان »
أقول : قبة الزمان بالزاي المعجمة قد تكرر ذكرها في التوراة وهي القبة التي بناها موسى وهارون في التيه بأمره تعالى فكان معبدا لهم كما مر ذكره في المجلد الخامس ، قال الكفعمي : وأما قبة الزمان فهو بيت المقدس ، وقال المطرزي : القبة كل بناء مدور والجمع قباب.
وقال بعضهم : قبة الزمان هو الفلك ، وإنما سميت قبة بيت المقدس بذلك لشرفها وعظم محلها ، كما أن الشمس إذا كانت في قبة الفلك تكون في أوج السعادة وكذلك بيت المقدس من كان فيه كان في أوج السعاة ، وقيل : المراد بها بيوت الانبياء وقيل : المساجد.
وقال بعضهم : قبة الرمان في هذا الدعاء بالراء المهملة ، قال : ومعناه أنها قبة يتعبد فيها موسى وهارون ، فدخلها ابنا هارون وهما سكرانان فجاءت نار فأحرقتهما فخاف بنو إسرائيل من ذلك فعملوا جبة وفرجية وعلقوا في ذيلها جلاجل من ذهب ورمانا من ذهب ، وربطوا فيها بسلسلة من داخل المكان إلى خارج فمن دخل ذلك المكان لبس تلك الجبة والفرجية ، فان أصابه شئ تحركت تلك الجلاجل والرمان فجروه بالسلسلة انتهى.
وأقول : قصة الرمان والجلاجل مذكورة في توراتهم الان لكن لا على هذا الوجه ، بل فيه في وصف قبة الرمان ودخول هارون عليهالسلام وأولاده فيها أن الله تعالى أوحى إلى موسى عليهالسلام أن يصنع قميصا لهارون ويصنع في أسافله باستدارته مثل الرمان والجلاجل ، فيكون رمانة من ذهب ، وبعدها جلجل من ذهب ، وليلبسه هارون عند خدمة بيت المقدس فيسمع صوته إذا دخل وإذا خرج ، وأن يتخذ لبني هارون أقمصة من كتان ومناطق للكرامة والمجد. وأن يلبس هذه كلها وهارون وبنيه معه! ليكونوا لله أحبارا ، وأن يصنع تبانين من كتان ليغطوا بها عورة أجسادهم ، فتكون على هارون وبنيه إذا ما دخلوا قبة الرمان ، وإذا هم اقتربوا إلى المذبح ليخدموا القدس ، لكيلا يقبلوا خطيئة فيموتوا ، سنة دائمة إلى الابد لهارون ولنسله من بعده انتهى.