حجة ، فدسوا آنافهم فيها فزعموا تزييف جمهرة كبيرة من مروياته.
ثم إنّ إعادة إستذكار بعض المعلومات التي مرّت سواء في الحلقة الأولى أو الثانية لا ينبغي أن تثير علامة إستفهام أو تعجّب ، ما دامت الإعادة لغرض تنبيه القارئ إجمالاً إلى ما ينبغي له إستذكاره من مخزون علمه بهذا الجانب ، لتكتمل عنده المعلومة من خلال الإلمام بمتناثر أخبار ابن عباس رضي الله عنه ، مع وضوح الصورة ، بدلاً من أن يبقى التشويش على هذا الجانب ، فتبقى الرؤية بضبابيتها مهزوزة ومشوّهة.
لقد إهتم غير واحد من العلماء بجمع أحاديث ابن عباس رضي الله عنه وأخرجوا مسانيد عنه منفردة ومجتمعة مع غيرها ، تناولوها بالتوثيق عن طريق الإسناد،فكان منهم :
أحمد بن حنبل ( ت ٢٤١ ) ( لقد أخرج مسند ابن عباس ضمن كتابه المسند ) ، الذي ضم جملة من مسانيد الصحابة ، وكان ما جمعه بسنده عن ابن عباس بلغ ( ١٧١٠ ) حديثاً ، وهو كمّ كبير ، وإن كان فيه بعض المكررات ، واستغرق ثلاثة أجزاء من طبعته المحققة ( شاكر ).
ومنهم أبو محمد دعلج بن أحمد السجستاني ( ت ٣٥١ ) ( أفرد مسند عبد الله بن عباس بالتصنيف ) (١) ، ولم تصل إلينا نسخته حتى اليوم ، ولعلّها بعدُ في ظُلُم الرفوف والزوايا.
____________________
(١) التراتيب الإدارية للكتاني ٢ / ٤١٥.