وقد صنع بقية أصحاب المسانيد مثل هذا في الجمع وإن لم يبلغ مثله في العدد ، أمّا الذي نيّف على الجميع ، فهو ما جمعه الطبراني في معجمه الكبير إذ بلغ ( ٢٤١٠ ) بما في ذلك المكررات أيضاً ، واستغرقت ثلاثة أجزاء تقريباً من طبعته الثانية بالموصل في الجزء العاشر والحادي عشر والثاني عشر.
كما وصل إلينا حديث ابن عباس رضي الله عنه متفرقاً في جملة الصحاح وكتب السنن والمسانيد الأخرى ما لو جمع متفرقه بدون مكرره ، لكان كثيراً جداً أيضاً.
وهذا بعض ما كان في كتب الحديث من التراث السني ، فإذا أضفنا إليه ما في سائر كتب ذلك التراث في التفسير واللغة والأخلاق والفضائل والتاريخ من المرسلات لزاد كثيراً.
أمّا ما ورد مروياً عنه في مصادر التراث الشيعي ، فهو أقل من ذلك بكثير ، وجلّه ورد في التفسير والفضائل والأخلاق ، أمّا في سائر الأبواب الأخرى فهو قليل. ومع ذلك لو استخرج من الأصول الأولى في الحديث بواسطة الجوامع المتأخرة ، لكان كمّاً وافراً لا يستهان به.
على أنّه ينبغي لمن يُعنى بذلك أن يعالج حلّ مشكلة المسألة المعضلة ، وهي تلك الكثرة الكاثرة في التراث السني كمّاً وكيفاً ، وكذلك في التراث الشيعي من ناحية الكيف خاصة. ليوجد حلاً معقولاً ، وجواباً مقبولاً ، ليقنع به القراء فاضلاً ومفضولاً.