وأنا أسمع : كان يحدثكم إسماعيل بن عياش هذه الأحاديث بحفظه؟ قال : نعم ، ما رأيت معه كتاباً قط ، قال له : لقد كان حافظاً؟ كم كان يحفظ؟ قال : شيئاً كثيراً ، قال : أكان يحفظ عشرة آلاف؟ قال عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف ، فقال أبي : هذا كان مثل وكيع.
وقال يزيد بن هارون : أحفظ خمسة وعشرين ألف حديث بإسناده ولا فخر ، وأحفظ للشاميين عشرين ألف حديث.
وقال يعقوب الدورقي : كان عند هشيم عشرون ألف حديث.
وقال الآجري : كان عبيد اللّه بن معاذ العنبري يحفظ عشرة آلاف حديث ) (١).
هذا ما ذكره السيوطي وهو على عهدته ، غير أنّ بعض قراء كتابه يناقشون في تلك الكثرة ، هل كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مليون حديث ليحفظها أحمد بن حنبل ويكتبها أبو زرعة بيده؟
وعائشة تنكر على أبي هريرة كثرة تحديثه فتقول لابن أختها عروة في حديث أخرجه مسلم في صحيحه : ( بعد أحاديث النهي عن المدح وقبل أحاديث النهي عن كتب العلم ) : ( بسنده قال : كان أبو هريرة يحدث وهو يقول : إسمعي ربّة الحجرة إسمعي ربّة الحجرة ، وعائشة تصلي ، فلمّا قضت صلاتها ، قالت لعروة : ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفاً ، إنّما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحدث حديثاً لو عدّه العاد
____________________
(١) تدريب الراوي ١ / ٥٠ ـ ٥٢. ط الثانية تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف.