سمعت عبد الرزاق ، يقول : والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليّاً على أبي بكر وعمر ، رحم الله أبا بكر ورحم الله عمر ورحم الله عثمان ورحم الله عليّاًَ.
ومن لم يحبّهم فما هو بمؤمن ، وإنّ أوثق عملي حبّي إياهم ) (١).
إذن فالرجل على تسننه هذا غير متهم في مذهبه ، كما هو غير متهم في حديثه على تشيعه المزعوم لو صح (٢) ، لذلك قدّمته على موطأ مالك ، لما تقدم في أنّه كتبه بمباركة السلطة الحاكمة ، ولم يكن كتاب ( المصنف ) كذلك ، فهذا هو ما جعلني أختار كتابه ( المصنّف ) لأنّه وكتابه مقبولان عند العامّة ، وله في مقدمة كتاب ( فهرست أحاديث وآثار المصنف ) المطبوع عالم الكتب ط الأولى ( ١٤٠٨ هـ ) ترجمة مفيدة ، فلتراجع.
وقد استعنت بهذا الكتاب في ذكر بعض أحاديث ابن عباس الموقوفة دون المرفوعة ، ونرجئ الباقي إلى الحلقة الثالثة عند ذكر مسنده ، نسأل الله تعالى التوفيق لإتمام ذلك.
وما انتقيته من ( المصنّف ) أخذته من طبعة المكتب الإسلامي بتحقيق الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي متناً وهامشاً ، فأتبعت المتن بما في هامشه ، بدءاً من أوّله إلى آخره في أجزائه الأحد عشر ، وربما أضفت إلى ذلك بعض ما وجدته من آثار لابن عباس موقوفة في بعض المصادر القديمة الأخرى.
____________________
(١) نفس المصدر.
(٢) سيأتي تحقيق هذا في الحلقة الثالثة من هذه الموسوعةوالمصادر.