( الإصابة ) (١) ، وفي ( تهذيب التهذيب ) (٢) ، وابن الأنباري في كتاب ( المصاحف ) كما في ( كنز العمال ) (٣) ، فهؤلاء وغيرهم رووا حديث أبي الطفيل فقلنا بصحته.
وكيف لا يذعنون وأبو الطفيل من الصحابة ، وقالوا فيه إنّه آخر الصحابة موتاً بالكوفة مات سنة ١٠٠ هـ؟! ومَن كان من الصحابة لا ينبغي أن يسخر من روايته أحمد أمين ، ( إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) (٤).
هذا ما جرى عرضاً ذكره عن إتهام أحمد أمين للشيعة في وضعهم ما يظنون أنّه يعلي قدر عليّ عليه السلام العلمي!
ونعود إلى صلب الموضوع فيما يتعلق بابن عباس رضي الله عنه.
فقد ذكر أحمد أمين كثرة الروايات ( ما لا يحصى كثرة ... وكثر الرواة عنه كثرة جاوزت الحدّ ، واضطرت النقاد أن يتتبعوا سلسلة الرواة فيعدّلوا بعضاً ويجرّحوا بعضاً ).
وهذا كلام متين لا غبار عليه ، لولا استجواده تفضيل طريق معاوية ابن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس! مع العلم بأنّ علي بن أبي طلحة لم يرو عن ابن عباس ، وإنّما قالوا عنه : انّه روى عن مجاهد عن ابن عباس ، وقد عُدّ من المدلّسين! وقد مرّ بنا بعض ما يتعلق بالمقام.
____________________
(١) الإصابة ٤ / ق١ / ٢٧٠.
(٢) تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٧.
(٣) كنز العمال ١ / ٢٢٠٨ ط الأولى بحيدر آباد.
(٤) هود / ٣٨.