التحريق. ثم وجدت في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص ، حدثنا لوين ، حدثنا سفيان بن عيينة فذكره عن أيوب وحده ، ثم أورده عن عمّار وحده ، قال ابن عيينة : فذكرته لعمرو بن دينار فأنكره ، وقال : فأين قوله : أوقدت ناري ودعوت قنبرا؟ فظهر بهذا صحة ما كنت ظننته وسيأتي للمصنف في استتابة المرتدين في آخر الحدود من طريق حماد بن زيد عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : أتي عليّ بزنادقة فأحرقهم.
ولأحمد من هذا الوجه ، أنّ عليّاً أتي بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب فأمر بنار فأجّجت ثم أحرقهم وكتبهم.
وروى ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه ، قال : ( كان ناس يعبدون الأصنام في السر ويأخذون العطاء فأتى بهم علي فوضعهم في السجن ، واستشار الناس فقالوا اقتلهم ، فقال : لا بل أصنع بهم كما صنع بأبينا إبراهيم فحرقهم بالنار ).
( قوله : لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تعذبوا بعذاب الله ) ، هذا أصرح في النهي من الذي قبله ، وزاد أحمد وأبو داود والنسائي من وجه آخر ، عن أيوب في آخره : ( فبلغ ذلك عليّاً ، فقال : ويح ابن عباس ).
وسيأتي الكلام على قوله : ( من بدل دينه فاقتلوه ) في استتابة المرتدين إن شاء الله تعالى ) (١).
وقال ابن حجر أيضاً في ( باب إستتابة المرتدين ) في شرح رواية البخاري : ( حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : أتي عليّ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم ... ) (٢).
____________________
(١) فتح الباري ٦ / ٤٠٩ ـ ٤٩٢.
(٢) صحيح البخاري ٨ / ٥٠.