فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (١).
وما جاء في كتاب الله تعالى في عقاب المرتدين إلاّ قوله تعالى : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٢).
فأين التحريق الذي أَجّجه سيف الله واعتذر عنه أبو بكر؟!
وثمة ملاحظة عابرة حول إنكار عمر على أبي بكر فعل خالد ، فلقائل أن يقول لأبي حفص : أين غاب عنه فقهه في مسألة التحريق يوم هدد بإحراق بيت عليّ عليه السلام على مَن فيه إن لم يبايع وبنت المصطفى فيها؟!! كما قال حافظ إبراهيم في قصيدته العمرية (٣).
وأدهى من جميع ما مرّ حرق أبي بكر للفجاءة السلمي وقد أتي به إليه مأسوراً ، فأمر فأخرج إلى البقيع ، وفي لفظ الطبري : ( فأوقد له ناراً في مصلى المدينة على حطب كثير ثم رمي فيها مقموطاً ) (٤). قال ابن كثير : ( فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط ) (٥).
ويبدو أنّ هذه الفعلة الشنعاء استفزت مشاعر بعض الصحابة ، فصار البكريون يتلمسون لها عذراً!
____________________
(١) المائدة / ٣٣.
(٢) البقرة / ٢١٧.
(٣) ديوان حافظ إبراهيم بتوسط كتاب ( المحسن السبط مولود أم سقط ).
(٤) تاريخ الطبري ٣ / ٢٣٢ الحسينية ، بمصر.
(٥) تاريخ ابن كثير ٦ / ٣١٩ ، وقارن ابن الأثير في الكامل ٢ / ١٤٦ والإصابة لابن حجر ٢ / ٣٢٢.