بالنار ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تعذّبوا بعذاب الله ) ، بل كنت قاتلهم لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من بدّل دينه فاقتلوه ) ، فبلغ ذلك عليّاً ، فقال : ( ويح ابن عباس ـ وفي رواية ـ ويح ابن عباس أنّه لغواص على الهنات ).
وقد كافأه عليّ ، فإن ابن عباس كان يرى إباحة المتعة وأنّها باقية ، وتحليل الحمر الأنسية ، فقال عليّ : أنّك امرؤ تائه ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الإنسية يوم خيبر ).
وهذا الحديث مخرّج في الصحيحين وغيرهما ، وله ألفاظ هذا من أحسنها والله سبحانه وتعالى أعلم ) ، انتهى الحديث (١).
هكذا قال ابن كثير! وليته حين إحتاط في نقله أحسن ألفاظ الحديث ، كذلك إحتاط لنفسه في قوله : ( وقد كان ابن عباس ينتقد على عليّ في بعض أحكامه فيرجع إليه عليّ في ذلك ) (؟!).
وليته احتاط كذلك في قوله : ( وقد كافأه عليّ ... ) (؟!) فلا يرمي بقوارصه فيتجنى على كلّ من الإمام عليه السلام وابن عباس رضي الله عنه. حيث جعل الأوّل يرجع إلى الثاني في معرفة بعض أحكامه (؟!) حين جعل الثاني ينتقد على الأوّل حكمه في الزنادقة المرتدين والغلاة.
وليس بغريب ذلك من ابن كثير فهو من الناصبة!! والشيء من معدنه لا يستغرب ، وليس للنصب حدّ فهو شامي البلد وابن تيمية الثقافة.
وهو الذي لم يسلم منه حتى مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا بضعته الزهراء عليها السلام حيث نفى عصمتها!! وهي التي أناط النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رضاها برضاه
____________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ٣٠٠ ط السعادة بمصر.