قال : رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم عليّ رضي الله عنه ، فحدث أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه بلغه قال : لو كنت أنا ما حرقتهم ، فقال عمار ـ الدهني ـ : لم يحرقهم ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلى بعض ثم دخن عليهم حتى ماتوا ، فقال عمرو ـ بن دينار ـ قال الشاعر :
لترم بي المنايا حيث شاءت |
|
إذا لم ترم بي في الحفرتين |
إذا ما أجّجوا حطباً وناراً |
|
هناك الموت نقداً غير دين |
رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ، عن سفيان دون قول عمار وعمرو .. ) (١).
ومن حقنا أن نسأل : لماذا ترك البخاري قول عمار وعمرو؟ أليس في ذلك طمس الحقيقة وكشف عن سوء نية!
ومهما يكن فإنّ هذا الخبر يكشف لنا مجال إتهام عكرمة الخارجي البربري أو الراوي عنه أيوب حيث نفى التحريق عمار الدهني ، وأيّده عمرو بن دينار حين أنشد البيتين السابقين.
وأسوأ حالاً من الجميع هو ابن كثير في بدايته ونهايته ، حيث قال : ( وقد كان ابن عباس ينتقد على عليّ في بعض أحكامه فيرجع إليه عليّ في ذلك ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب ، عن عكرمة : أنّ عليّاً حرق ناساً ارتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم
____________________
(١) السنن الكبرى ٩ / ٧١ باب المنع من أحراق المشركين بالنار.