المؤمنين عليّ عليه السلام وكان هو على نهجه؟ ألم يقل عليه السلام فيما رواه الشيخ المفيد في ( العيون والمحاسن ) وذكره الشريف المرتضى في ( الفصول المختارة ) ، قال : ( وقد روت الناصبة عنه عليه السلام أنّه قال حين أفضى الأمر إليه لقضاته ، وقد قالوا له : بم نقضي يا أمير المؤمنين؟ فقال : ( اقضوا بما كنتم تقضون حتى تكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي ) ) (١) ، فدّل على أنّه عليه السلام قد أخّر القضاء بمذهبه في كثير من الأحكام لمكان الإختلاف عليه ، وانتظر الإجتماع من المختلفين أو وجود المصلحة.
أقول : لقد روى الدارمي في سننه قال : ( كتب ابن عباس إلى عليّ وابن عباس بالبصرة ، إني أَتيت بجدّ وستة إخوة؟ فكتب إليه عليّ : أن أعط الجدّ السدس ولا تعطه أحداً بعده ... ) (٢) اه. وهذا منه خشية أن يذاع ويشاع عنه الحكم في ميراث الجدّ ، الذي إختلفت فيه منقولات الفقه السلطوي حتى قيل في هذه المسألة عن عليّ عليه السلام ثلاث روايات :
أحداها : إنّه يدفع إلى الجد السُدس أو المقاسمة ، فإن كانت المقاسمة خيراً له من السدس فالمقاسمة وإلاّ فالسدس.
والثاني : للجد المقاسمة أو السُبع.
والثالث : المقاسمة أو الثمن.
وذكر هذا الشيخ الطوسي في كتاب ( الخلاف ) ، ثم قال : ( وروي عنه أنّه قال : في سبعة إخوة وجدّ ( هو كأحدهم ) ، وهذه الرواية تدلّ على مذهبنا لانها مثل ما رويناه عنه عليه السلام ) (٣).
____________________
(١) الفصول المختارة / ٧٧ ـ ٧٨.
(٢) سنن الدارمي ٢ / ٣٥٤.
(٣) الخلاف ٤ / ٩٠ ـ ٩١ ط مؤسسة النشر الإسلامي.