ذكره ابن حجر في تهذيبه فأطال في ترجمته ، فحكي أقوال المادحين له نحو قولهم : ( الأعمش يسمى المصحف لصدقه. وليس في المحدثين أثبت من الأعمش ، كان ثقة ثبتاً في الحديث ، وكان محدث الكوفة في زمانه ولم يكن له كتاب وكان رأساً في القرآن ، عالماً بالفرائض ، وكان لا يلحن حرفاً ، وكان فيه تشيّع ، قال عيسى بن يونس : لم نر مثل الأعمش ولا رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته ، وقال يحيى بن سعيد القطان : كان من النسّاك وهو علاّمة الإسلام مات ١٤٨ هـ وهو ابن ٨٨ سنة ، وقال الخريبي : مات يوم مات وما خلّف أحداً من الناس أعبد منه ) (١).
هذا هو النموذج الثالث وقد أطلت ذكره لما سنقرأ من حديثه المعجب المغرب فيما جرى له مع المنصور الدوانيقي ، وقد أخرجه الحافظ ابن المغازلي المالكي ـ الشافعي ـ في مناقبه بعدّة أسانيد توثيقاً لما جاء في متنه ، وأنا أنقله عنه على طوله بلفظه ، وسأشير إلى مصادر أخرى ذكرت الحديث ، وأخيراً أختمه بنظم الصقر البصري للحديث نقلاً عن ( مناقب آل أبي طالب ) لابن شهر أشوب.
أمّا مصادر الحديث فهي :
١ ـ مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، تأليف الحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي ، من أعلام القرن الرابع تح الشيخ محمد باقر المحمودي ٢ / ٤٩١ ـ ٤٩٨.
____________________
(١) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٢٣.