بالأرقام وقسمناها على الأيام فلم تزد عن المتعارف ، فراجع.
وإن لم تقنعك تلك المحاولة ، فهلمّ إلى قراءة في كتب الموضوعات لإحصاء ما ورد فيها ممّا هو منسوب إلى ابن عباس مرفوعاً ، وهو غير صحيح ، لنري القارئ وجه الجرح فيها. وخير تلك الكتب استيعاباً هو كتاب ( اللئالي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) للحافظ السيوطي ت ٩١١ هـ ، فلنقرأ ما جاء فيه في طبعته الأولى بمصر ١٣١٧ هـ المطبعة الأدبية ، عن الموضوعات على ابن عباس ، فهي من خلال ( اللئالئ المصنوعة ) ليست بتلك الكثرة الكاثرة التي تطغى على باقي مروياته ، فقد أحصينا ما وجدناه منسوباً إلى ابن عباس من الروايات مرفوعة وموقوفة فكانت النتيجة ( ٧٥ ) مرفوعة و ( ٢٩ ) موقوفة في الجزء الأوّل ، و ( ٨٨ ) مرفوعة و (٥) موقوفة في الجزء الثاني ، فلم يبلغ المجموع ( ٢٠٠ ) رواية ، وليست كلّها مرفوضة متنا ، لأنّ منها ما ورد بأسانيد سليمة عن آخرين ، ولولا خوف الإطالة لذكرتها جميعاً مع بيان حالها سنداً ومتناً ، وحسبي بهذا إفادة القارئ ، ومن شاء المزيد فليراجع المصادر المذكورة فيها الموضوعات.
وممّا يبعد تهمة كثرة الوضع على ابن عباس تزلفاً إلى بنيه العباسيين أيام حكمهم ، أنّا نجد أغلب ما وصل إلينا من مروياته المرفوعة أو الموقوفة في التفسير والفقه والحديث والتاريخ جميعها من مدونّات أيامهم ، ولا نشك أنّهم رأوها وسمعوا بها ، بل كتب بعضها بإسم بعضهم وإن اختلفت المشارب والمذاهب ، ولم ينقل أنّهم أنكروا