فيها شيئاً عنه ، وإنّما الذي ذكره ما يتعلق بابن عباس ممّا لا يشمله العنوان ، فذكر أدعية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم له ممّا لم يسلم بعضها من مناقشة سنداً فضلاً عنها دلالة ، ثم ذكر جملة من أخبار ابن عباس والثناء عليه ، وجميعه ممّا لا يشمله العنوان ، وليس في هذا كبير مؤاخذة كما هي فيما ذكره في فصل ( ١٣ ) ، حيث قال : ( فنشر الله عزوجل خلفاء الخير من ذلك الحبر الخير ، وقد وعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بملك بني العباس ).
فساق له بسنده عن جابر ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ليكونّن في ولده ـ يعني العباس ـ ملوك يلون أمر أمتي يعزّ الله بهم الدين )؟ وأتبعه في حديث آخر عن ابن عباس ، قال : قال العباس : يا رسول الله ، ما لنا في هذا الأمر؟ فقال : ( لي النبوة ولكم الخلافة ، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم ) (١).
وأخيراً نختم موارد تزلف ابن الجوزي في مصباحه المضيء بما رواه بسنده عن ابن عباس ، قال : ( حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية ، قالت : مررت بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو في الحجر ، فقال : ( يا أم الفضل إنك حامل بغلام ) ، قالت : يا رسول الله كيف وقد تحالف الفريقان لا يأتوا النساء؟ قال : ( هو ما أقول لك ، فإذا وضعته فأتيني به ) ، قالت : فلمّا وضعته أتيت به رسول الله ، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليُسرى ، وقال : ( إذهبي بأبي الخلفاء ) ، قالت : فأتيت العباس فأعلمته ، وكان رجلاً جميلاً لباساً ، فأتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا ، رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام إليه فقبّل بين عينيه ثم أقعده عن يمينه ، ثم قال : ( هذا عمّي فمن شاء فليباه بعمه ) ،
____________________
(١) نفس المصدر ١ / ١٣٤