قلت : يا رسول الله بعض هذا القول ، فقال : ( يا عباس لم لا أقول هذا القول؟ أنت عمي وصنو أبي وخير من أخلّف بعدي من أهلي ) ، فقلت : يا رسول الله ما شيء أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا؟ قال : ( نعم يا عباس إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك ، منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي ) ) (١).
أقول : فهذا الذي ذكره في كتابه ( المصباح المضيئ في خلافة المستضيئ ) ، يبدو وكأنّ ضوؤه كان خافتاً ، أو الشيخ كانّ ناعساً ، فحشر أخباره في غمة الظلمات ، مع أنّها من أقبح الموضوعات ، وبهذا أبدى صفحته نموذجاً فسلاً من المتزلفّين المنحطّين من وعاّظ السلاطين.
فكان من أقبح العيب فيه وأفضح العتب عليه ، أن يكتب هذه الأخبار الموضوعة في كتابه ( المصباح المضيئ ) ، ويغمض عينه عمّا فيها ، ولم يكتبها في كتابه الآخر ( الموضوعات ) خشية أن يطالب التعقيب عليها بتجريح أسانيدها ـ. كما هي عادته ـ. بل ولم يذكرها ولا شيئاً منها في كتابه الآخر ( العلل المتناهية في الأخبار الواهية ).
وحسبي في تسليط الضوء على آفة سند حديث آخر نقلته من كتابه ( المصباح المضيئ ) الذي رواه بسنده عن أحمد بن راشد الهلالي ، عن سعيد بن خثيم ، عن حنظلة ، عن طاووس ، عن ابن عباس ...
فأنا حسبي ما قاله فيه الذهبي في ( ميزان الإعتدال ) : ( إنّ الخبر في ذكر بني العباس من رواية سعيد بن خثيم ، عن حنظلة ، عن طاووس ،
____________________
(١) نفس المصدر / ٣٨٨ ـ ٣٩٠.