قال معاوية : فاقرؤا القرآن [ وتأولوه ] ولا ترووا شيئاً ممّا أنزل الله فيكم من تفسيره ، وما قاله رسول الله فيكم ، وارووا ما سوى ذلك.
قال ابن عباس : قال الله في القرآن : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (١).
قال معاوية : يا بن عباس ، اكفني نفسك وكفّ عني لسانك ، وإن كنت لا بد فاعلاً فليكن ذلك سراً ولا يسمعه أحد منك علانية.
ثم رجع إلى منزله ، فبعث إليه بخمسين ألف درهم ) (٢).
٢ ـ ( قال : أبان بن أبي عياش ، عن سليم ، قال : إنّي كنت عند عبد الله ابن عباس في بيته وعنده رهط من الشيعة. [ قال : ] فذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وموته ، فبكى ابن عباس ، وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين ـ وهو اليوم الذي قبض فيه ـ وحوله أهل بيته وثلاثون رجلاً من أصحابه : ( ايتوني بكتف أكتب لكم [ فيه ] كتاباً لن تضلوا بعدي ولن تختلفوا [ بعدي ] ).
فمنعهم فرعون هذه الأمة فقال : ( إنّ رسول الله يهجر ) ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : ( إنّي أراكم تخالفوني وأنا حي ، فكيف بعد موتي )؟ فترك الكتف.
قال سليم : ثم أقبل عليَّ ابن عباس ، فقال : يا سليم ، لولا ما قال ذلك
____________________
(١) التوبة / ٣٢.
(٢) كتاب سليم / ٧٨٢ ـ ٧٨٣ ح ٢٦ تح الأنصاري نشر الهادي. وقد مر الخبر في الحلقة الأولى من هذه الموسوعة ٥ / ٣٤ و ٦٧ مع مصادره ، فراجع.
وراجع موسوعة عبد الله بن عباس الحلقة الأولى ٥ / ٣٤ ـ ٣٧ حول هذه المحاورة.