الرجل لكتب لنا كتاباً لا يضلّ أحد ولا يختلف.
فقال رجل من القوم : ومن ذلك الرجل؟ فقال : ليس إلى ذلك سبيل.
فخلوت بابن عباس بعد ما قام القوم ، فقال : هو عمر.
فقلت : صدقت ، قد سمعت عليّاً عليه السلام وسلمان وأبا ذر والمقداد يقولون : ( إنه عمر ).
فقال : يا سليم ، أكتم إلاّ ممن تثق بهم من إخوانك ، فإنّ قلوب هذه الأمة أشربت حبّ هذين الرجلين كما أشربت قلوب بني إسرائيل حبّ العجل والسامري ) (١).
٣ ـ ( قال أبان : قال سليم : سمعت ابن عباس يقول : سمعت من عليّ عليه السلام حديثا لم أدر ما وجهه [ ولم أنكره ]. سمعته يقول : ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسرّ إلي في مرضه ، فعلمني مفتاح ألف باب من العلم يفتح كلّ باب ألف باب ).
وإنّي لجالس بذي قار في فسطاط عليّ عليه السلام وقد بعث الحسن عليه السلام وعماراً [ إلى أهل الكوفة ] يستنفران الناس ، إذ أقبل [ عليَّ ] عليّ عليه السلام فقال : ( يا ابن عباس ، يقدم عليك الحسن ومعه أحد عشر ألف رجل غير رجل أو رجلين ). فقلت في نفسي : إن كان كما قال فهو من تلك الألف باب.
____________________
(١) كتاب سليم / ٧٩٤ ـ ٧٩٥ ح ٢٧ تح الأنصاري نشر الهادي.
وقد مر الكلام حول حديث الكتف والدواة بتفصيل واف في الجزء الأول من الحلقة الأولى لهذه الموسوعة ، فراجع.