الحقيقة اذن هو المربي الأول للبشرية الذي لم يكن بالإمكان للبشرية ان تربى بدونه لان البشرية بدون الوحي ليس لها إلاّ حس بالمادة والإدراك عقلي غائم قد يصل إلى مستوى الإيمان بالقيم والمثل وبالله إلاّ أنه ايمان عقلي على أي حال لا يهز قلب هذا الإنسان ولا يدخل ضميره ولا يسع كل وجوده ولا يتفاعل مع كل مشاعره وعواطفه ) (١).
ب ـ النبوة وتحرير الإنسان : إن النبوة في المنظور الصدري تحرر الإنسان على المستوى الذاتي وعلى المستوى الموضوعي : اما على ( المستوى الذاتي ) فهو ما بيناه في هذا الأصل ومعرض الاستدلال على النبوة العامة وارتباطها بقانون الهداية العامة من حلّ الجدل الداخلي والتمزق الداخلي بين مصالح الذات والنظام المدني ومقتضياته.
أما ( المستوى الموضوعي ) : فهي ما تتحرك فيه النبوة على قاعدة ( لا اله إلاّ الله ) لتحطيم كل القيود الإجتماعية والسياسية المتمثلة في جميع أنواع الظلم والاستغلال فدور الأنبياء في مكافحة الاستبداد ومقاومة الطغيان من أكثر الأدوار أهمية.
ج ـ النبوة والثورة : يرى باقر الصدر ان النبوة ثورة تحررية ( وان الإسلام الذي كان من أجله الأنبياء ثورة اجتماعية على الظلم والطغيان وعلى الوان الاستغلال والاستعباد ) (٢).
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، أهل البيت : تنوع ادوار وحدة هدف ، م. س ، ص ٥١.
٢ ـ محمد باقر الصدر : الإسلام يقود الحياة ، م. س ، ص ١٧١.