والمنهج العرفاني وهذا النهج يستند إلى جملة من الضوابط التي حدّدها تراث هذا العلم فالكلام هو العلم الذي يبحث عن أصول دين الإسلام على النحو الذي يحدّد ما هو من أصول الدين وكيف وبأي دليل يتم إثباتها مع الردود على الشكوك والشبهات التي تردّ عليه ) (١). فالتعريف السابق يحدّد المهمات الأساسية لعلم الكلام :
أولا : تحديد اصول الدين.
ثانياً : اثباتها بالدليل.
ثالثاً : دفع الشبهات التي تثار حولها.
ولما كان المتكلّم لا ينطلق في بحثه مجرّداً عن أي معتقد أو خلفية مسبقه بل هو يبدأ متسلّحاً بمعتقداته ومتبنياته ، اتسم النهج الكلامي بالنزعة الجدلية التي تسعى لاثبات المعتقد الديني بالدليل مقابل الاتجاه الفلسفي الذي يتحرّك عبره الفيلسوف حراً من كل التزام مسبق بأية فكرة أو مضمون ( فالمتكلم بعكس الفيلسوف يعتبر نفسه متعهّداً بالدفاع عن حريم الإسلام والبحث الفلسفي بحث حرّ أي ان هدف الفيلسوف ليس معيّناً سلفاً بأن يدافع عن عقيدة ما ولكن هدف المتكلم محدد سابقاً ) (٢) ، ولكن رغم ذلك تأثر علم الكلام وتفاعل مع الاتجاهات المعرفية الأخرى فاكتسب البحث العقائدي أحياناً نزعة عرفانية ( الغزالي مثلا ) وفلسفية أحياناً أخرى
__________________
١ ـ مرتضى مطهري ، الكلام والعرفان ، الدار الإسلامية ، ص ١٥.
٢ ـ مرتضى مطهري ، الفلسفة ( مصدر سابق ) ، ص ٥٥.