المرحلة الثانية ) (١). فالاختلاف أن الفلسفة الميتافيزيقية لا تخلط بين المفهوم الذهني للشيء والشيء نفسه في الخارج فالأول ثابت والثاني متطور .. ولكن بمقدور الفكر أن يلاحق هذا التطور للوقائع الخارجية بمفاهيم ذهنية جديدة ولا يعني التكامل العلمي في مختلف الفروع تطوراً وجدلا في عالم الفكر كما حاولت أن تثبت ذلك الماركسية لأن الحقيقة أن التطور العلمي لا يعني نمو الحقيقة وتطورها وأنما معناه تكامل العلم أي زيادة حقائقه وقلة أخطائه تبعاً لتطور وسائل البحث والتعمق في التجربة.
إن المفكرين الاسلاميين رغم انتسابهم إلى فلسفة الهية لا تلغي الحركة وتُقِرِّ بِهَا كفمهوم أساسي للطبيعة وكذلك للفكر بالمعنى التكاملي الذي طرحه باقر الصدر ، نراهم يعالجون الظواهر الاجتماعية والمفردات العقائدية خاصة ، غافلين عن تكامل هذه المفاهيم فنراهم يسلكون منهجاً ثبوتياً ستاتيكياً في تحليل المسائل العقائدية دون أي نظر إلى تكامل وتطور هذا المفهوم أو المراحل التي قطعها لبلوغ هذه المرتبة كما انهم لا يلتفتون إلى الاستعدادات التي يختزنها هذا المفهوم والذي يتحرك من خلالها إلى آفاق مستقبلية فلا يحاولون استشرافَها .. باستقراء تاريخ التكامل والاحاطة بمنحى التطور ..
إن التفكير العقائدي القديم حاول أن يدرس التراث العقائدي والمسائل
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٢١٠.