الكلامية بمنأى عن قانون الحركة والتكامل لذلك فاتته دلالات مركزية هامة ومضامين عميقة لاصول الدين عبر تاريخ علم الكلام غير أن ( باقر الصدر ( قدس سره ) ) يحدث نقلة نوعية تثور على هذا الاطار الثبوتي السكوني ويعتمد منهجاً ديناميكياً تكاملياً. وهذا من شأنه أن ينتقل بالبحث الكلامي إلى مدارات جديدة لم يعهدها لهذه النقلة ان تقنن وتُقَعّد.
ولعل العديد من النتائج الجديدة التي وصل إليها الصدر في جملة من القضايا تعود إلى هذه النقلة المنهجية الهامة :
لقد دَرَس مفكرنا جملة من القضايا العقائدية عبر هذا المنظور التكاملي وأخذ بعين الاعتبار عامل الزمن والتغير الذي يطرأ على نفس المفهوم ، فتجاوز الاحكام الاطلاقية والتصورات الثبوتية. ويمكن أن نعطي لذلك نموذجين من نتاج الشهيد في هذا المضمار :
النموذج الأول : التوحيد وتكامل الوعي التوحيدي
في هذا المقام يحلل الصدر التوحيد لا كأصل ثابت وانما يدخل في حسابه عامل الزمن وتكامل النبوات المبشرة بالتوحيد فيرى أن الوعي التوحيدي بلغ أوجه مع رسالة الإسلام لأن القرآن قد أوصل الفكر الانساني إلى أعلى درجات التنزيه والتعظيم لله عزوجل ( ليس كمثله شيء ) ( الشورى : ١١ ) ، ( وما قدروا الله حق قدره ) ( الانعام ، ٩١ ) ، ولم تبلغ الرسالة هذه المرحلة طفرة واحدة وإنما ارتقت بالوعي الديني