الحوض ) ، إذن فهي إمّا أن تكون زيادة عند الحكيم الترمذي والطبراني ، أو منقوصة عند الخطيب البغدادي ، الذي يروي عن المطيّن ، وكلّهم يروون عن نصر بن عبد الرحمن وهو ثقة. وقد ثبت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكر أهل البيت في حديثه ، كما أنّ بقيّة العبارة ( إنّهما لَنْ يَفْتَرِقَا .. ) قد أجمعت عليها جلّ روايات حديث الثقلين ، ومن ثمّ فإنّ العبارة إنّما هي منقوصة ، فهل حذفها الخطيب البغدادي نفسه أو حذفها المطيّن أو هو تحريف وقع عند نسّاخ الكتاب؟
وقد جاءت عند الطبراني زيادات كثيرة انفرد بها عن الخطيب البغدادي والحكيم الترمذي ، ولهذه الزيادات شواهد في باقي الروايات ، سنأتي على تحقيقها إنّ شاء الله.
أمّا من حيث السند عموماً ففيه زيد بن الحسن الأنماطي وهو ضعيف ، ومن ثمّ فإنّ الرواية عن حذيفة بن أسيد ضعيفة لا ترقى إلى منزلة الصحّة. والخلاصة هنا هي أنّ الوصيّة في هذه الروايات عن حذيفة بن أسيد تناولت التمسّك بالكتاب فقط ، شانها كشأن روايات يزيد بن حيّان عن زيد بن أرقم ، وسندها ضعيف.
٥ ـ تحقيق روايات أبي هريرة :
اتفّقت الروايات عن أبي هريرة على ذكر الوصيّة بالتمسّك بالكتاب والسنّة. وإذا ما تتبعنا أسانيد هذه الروايات نجدها كلّها تتفرّع عن راوٍ واحد هو صالح الطلحي ، وهو منكر الحديث ، لم يُوثّقه أحد